تكرس الإستراتيجية الغابية لآفاق 2035 والتي يتم اعدادها حاليا محورا هاما للاستثمار في المنتوجات الغابية غير الخشبية من بينها الخروب والصنوبر واللذين لهما قيمة اضافية اقتصادية حسبما اكده المدير العام للغابات عبد المالك عبد الفتاح. واعترف السيد عبد الفتاح بان "هذين النوعين المهمين لم يحظيا بالقدر الكافي من الاهتمام" خلال تدخله في ورشة جهوية حول تثمين المنتجات الغابية غير الخشبية في الجزائر والتكوين في مجال تطعيم الصنوبر و الخروب. واضاف نفس المسؤول بان "هاته الورشة تأتي في الوقت المناسب ونحن بصدد التحضير للاستراتيجية الغابية ل 2035 والتي ستعرف ادراج هاذين النوعين في الاستثمار الغابي". وتحصي الجزائر فيما يخص الصنوبر حوالي 2.000 هكتار واقعة اساسا بجبل الوحش بقسنطينة و الطارف. نفس الشيء بالنسبة للخروب حيث ان 60 بالمائة من المساحة الوطنية تقع بولاية بجاية. و يراهن القطاع الغابي على الاستثمار الخاص من اجل الرفع من المساحات والاستفادة من الطلب "الكبير" على مستوى السوق العالمية اين يتراوح سعر الكيلوغرام من حبات الصنوبر ما بين 20 و 90 اورو. "اذا استطعنا ايصال نداءنا الى المستثمرين في مجال الصناعة الغابية سيكون ذلك شيئا جيدا من اجل القطاع و البلاد" يقول السيد عبد الفتاح مشيرا الى القانون الخاص بتنظيم القطاع الغابي والذي يمنح "تراخيص الاستعمال" تسمح للمستثمرين بالحصول على محيطات بالمسالك المضادة للحرائق من اجل غرس هذا الصنف. فهذان النوعان بحاجة الى أن يعرف بهما للجمهور العام و كذلك لدى المتعاملين في مجال الغابات. و من اجل "ربح الوقت و الاسراع في تنمية هذين النوعين كما و نوعا" خصصت منظمة الاممالمتحدة للتغذية و الزراعة ( الفاو) مكونين اجانب جاؤوا اساسا من اسبانيا من اجل تكوين التقنيين والمتخصصين في المشاتل الجزائريين وذلك في مجال التطعيم. واوضح السيد عبد الفتاح ان الامر يتعلق على المدى المتوسط بتنظيم المشتلات بهدف الرفع من انتاج الخروب و الصنوبر والتعريف بهما على المستوى المحلي. أما عن الخروب فتنشط مؤسسة في مجال التصدير مقرها تلمسان والتي تصنف الثانية بين خمسين مؤسسة منتجة في العالم والتي تعمل في المجال منذ 1995. وبدأت شركة بوبلنزة تعمل في طحن الخروب لفصل الحبوب والقشرة والموجهة للتصدير كمادة خام قبل ان تتخصص في 2006 في تحويل القشرة لانتاج مسحوق الخروب. وقال الامين العام لهذه المؤسسة جمال بن عصمان نصدر نحو 30 بلدا ونطمح الى افتتاك المرتبة الاولى عالميا في مجال الانتاج بحلول 2020. من جهة اخرى قال ممثل الفاو بالجزائر نبيل عساف ان هناك نقصا في التخصص في مجال المنتجات الغابية غير الخشبية على غرار النباتات العطرية و البذور الغابية و الخروب و الصنوبر و الفستق. واضاف ان "الخروب و الصنوبر لا يتم تثمينهما في منطقة شمال افريقيا رغم وجود قدرات كبيرة لا سيما بالنسبة للصنوبر الذي لا وجود له في برامج التنمية مع ان هناك طلب كبير في السوق الدولي".