يشكل مشروع الشراكة الجزائرية-الأمريكية الجاري تجسيده في القطاع الفلاحي بسهل ضاية البقرة ببلدية بريزينة بجنوب ولاية البيض نقطة تحول هامة في مسار التنمية المحلية والتي من شأنها أن تفتح آفاقا مستقبلية واعدة للولاية. وتعزز هذه الشراكة توجه الدولة نحو تنويع الإقتصاد الوطني خارج دائرة المحروقات وهو الخيار الذي أضحى يشكل رهانا أساسيا. يعتبر هذا المشروع الذي بوشر في تجسيده ميدانيا خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية تجربة نموذجية، الأولى من نوعها، في مجال الفلاحة على المستوى الوطني من حيث الأهمية الاقتصادية. ويمثل الجانب الجزائري في هذه الشراكة مجمع لشهب الذي يتطلع إلى تجسيد استثمار فلاحي عصري يعتمد على أحدث التكنولوجيات العالمية المعمول بها في مجال الإنتاج الحيواني و النباتي حسبما أوضح مدير المصالح الفلاحية لولاية البيض، حيمودي بن رمضان. واستفاد مشروع الشراكة الجزائرية-الأمريكية من مساحة إجمالية قوامها 20 ألف هكتار على مستوى سهل ضاية البقرة (حوالي 30 كلم جنوب بلدية بريزينة) ضمن صيغة الإمتياز الفلاحي الذي وضعته الدولة لتطويرالإستثمار الزراعي حسب ذات المصدر. ويهدف المشروع إلى إنشاء مزرعة عصرية لتربية حوالي 20 ألف رأس بقر حلوب باعتماد تقنيات حديثة، إضافة إلى الزراعة الدورية لكل من منتجات البطاطس و الأعلاف و الحبوب بمعدل محصولين في السنة كما أوضح ممثل مجمع لشهب عبد الحميد بوعروج. ويراهن في هذا الإطار على بلوغ إنتاج 245 مليون لتر سنويا من الحليب الطازج إضافة إلى 100 ألف طن من الأعلاف بشكل أساسي نوع الفصة التي تعتبر ضرورية لنجاح تربية البقر الحلوب مثلما أضاف ذات المتحدث. كما يهدف المشروع إلى إنتاج 10 آلاف طن من اللحوم الحمراء ( لحوم البقر) بالإضافة إلى 36.300 طن من البطاطس منها ما هو موجه للإستهلاك و أخرى كبذور إضافة إلى محاصيل أخرى خاصة بالحبوب. توفير نحو1.500منصب عمل مباشر يستهدف مشروع الشراكة الجزائرية-الأمريكية وكمرحلة أولى إستصلاح وزراعة مساحة قوامها 1.400هكتار يتم منها إستغلال 540 هكتار لغرس محصول البطاطس من ضمنها 270 هكتار خاصة بإنتاج البذور إضافة إلى 180هكتار موجهة لزراعة الحبوب (قمح صلب) و الباقي من المساحة مخصص لزراعة الأعلاف. وستجهز تلك المساحة (1.400 هكتار) بتقنيات حديثة خاصة بالرش المحوري تضمن سقي كافة المساحة بصفة دورية و منتظمة حسبما تمت الإشارة إليه. كما يسعى القائمون على ذات المشروع لتجسيد خطة عمل ميدانية ترمي إلى استصلاح و استغلال 5 آلاف هكتار سنويا إلى غاية بلوغ المساحة الإجمالية للمشروع (20 ألف هكتار) و ذلك وفق إستراتيجية تتبنى اعتماد أحدث التقنيات المستخدمة في المجال الزراعي. ينتظر أن يوفر هذا المشروع الفلاحي بسهل ضاية البقرة زهاء 1.500 منصب شغل عند اكتماله لفائدة طالبي العمل بولاية البيض عموما وبدرجة خاصة شباب بلدية بريزينة. ويتطلع شباب المنطقة إلى أن يساهم هذا المشروع الإستثماري الهام في ترقية ظروفهم الإجتماعية وفتح أمامهم فرصا معيشية جديدة. يكتسي مشروع الشراكة الجزائرية-الأمريكية الجاري تجسيده بسهل ضاية البقرة ببلدية بريزينة أهمية إقتصادية باعتبار أنه يراهن عليه في تقليص واردات الجزائر من المنتجات الفلاحية والحيوانية بنحو 150 مليون دولار بعد دخوله حيز الإنتاج خلال السنوات القليلة المقبلة كما ذكر السيد عبد الحميد بوعروج. سيتم الإعتماد كمرحلة أولى على مياه سد لروية الواقع ببلدية بريزينة لتزويد المشروع بمياه السقي الفلاحي مع الشروع بالموازاة مع ذلك في أشغال التنقيب و الحفر لآبار إرتوازية ستوجه بصفة خاصة لذات المشروع الفلاحي كما ذكر المشرفون عليه. يذكر أن قدرة الإستيعاب لسد لروية تبلغ 123 مليون متر مكعب في حين أن إحتياجات المشروع تقدر بنحو20 مليون متر مكعب سيتم توفيرها بصفة أولية من السد و لاحقا وبصفة تدريجية من الآبار الأرتوازية وهذا بالإضافة إلى مشروع إعادة استغلال المياه المستعملة المرافق لذات المزرعة الخاصة بتربية البقر الحلوب. تفاؤل في أوساط المستثمرين والسكان يراهن مسؤولو قطاع الفلاحة بولاية البيض على مشروع الشراكة الجزائرية-الأمريكية الذي سيسمح للجانب الجزائري باكتساب التكنولوجيات الحديثة و المهارات المتطورة من خلال الإحتكاك المباشر بالشريك الأمريكي الذي يتمتع بخبرة ''رائدة'' في مجال التقنيات الفلاحية والمتعلقة بتربية البقر الحلوب و الزراعات الصحراوية الواسعة كما ذكر مدير المصالح الفلاحية السيد بن رمضان. كما سيمكن كذلك بتنفيذ شراكة ميدانية تكوينية لفائدة أبناء الولاية سواء لفائدة المهندسين و التقنيين من خريجي الجامعات و المعاهد الوطنية المتخصصة في المجال الزراعي أو لفائدة اليد العاملة البسيطة وهو أمر هام يساعد بنقل التجربة و التكنولوجيا بصفة آلية لباقي المستثمرات الفلاحية الأخرى المتواجدة بالمنطقة مما سيساهم في ترقية الإنتاج و الرفع من مردودية المساحات الفلاحية مثلما أضاف نفس المسؤول. تلقى سكان ولاية البيض والمستثمرين بالمنطقة تجسيد هذا المشروع الفلاحي الهام بإرتياح ''كبير'' وسط آمال وتفاؤل متزايد بمستقبل واعد للمنطقة و الولاية عموما. وأجمعت عديد الآراء التي رصدتها "وأج" في أوساط المهتمين بالإستثمار في المجال الفلاحي والسكان أيضا على أن هذا النوع من الشراكة من شأنه تثمين المؤهلات التي تزخر بها الولاية سيما في المجال الفلاحي وتربية المواشي. وتم التأكيد أن مشروع الشراكة الجزائرية-الأمريكية في المجال الفلاحي سيؤسس لحركية تنموية وإقتصادية هامة بالمنطقة سيما ما تعلق منه بإنشاء مؤسسات لنقل المنتوجات الفلاحية وأخرى ملحقة بالمشروع في مجال تحويل الحليب و إنتاج مشتقاته.