كشف رئيس مجلس الأعمال الجزائري - الأمريكي إسماعيل شيخون، استعداد الطرف الأمريكي للانتقال من المشاريع الفلاحية الحالية إلى مشاريع صناعية ذات صلة بالمجال الفلاحي، كخطوة ثانية للشراكة المبرمة بين الجانبين، مشيرا إلى أن جميع الإمكانيات والوسائل المادية التي سيتم الاستعانة بها حاليا في مجال تربية الأبقار وزراعة الحبوب تم استيرادها بشكل كلي من الولاياتالمتحدةالأمريكية، على أن يتم تصنيعها في الجزائر لاحقا لتغطية احتياجات الاستثمار الفلاحي الذي سيشمل مناطق إضافية بكل من المنيعة، أدرار وتيميمون، وتوفير هذه التجهيزات والوسائل للمستثمرين والمتعاملين في السوق الوطنية قصد تطوير المجال الصناعي ككل. أشار اسماعيل شيخون، في اتصال هاتفي ب«المساء» أمس، أن كل التجهيزات التي سيتم الاستعانة بها في مشروع الشراكة الجزائريةالأمريكية الخاص بإنشاء مزرعة نموذجية لتربية نحو 20.000 رأس بقرة حلوب بسهل ضاية البقرة (بلدية بريزينة) بولاية البيّض، والذي دخل حيز التنفيذ مؤخرا، إذ بوشر في أشغال الاستصلاح على مساحة 500 هكتار والتي ستصل إلى نحو 2.000 هكتار قبل نهاية شهر نوفمبر المقبل، على أن تدخل الإنتاج خلال الموسم الفلاحي الجاري (2016-2017)، وستكون البداية بزراعة الأعلاف والذرة والحبوب (قمح وشعير) بنوعيها الصلب واللين. وقال المتحدث إن كل وسائل الإنتاج من آلات ضخمة تم جلبها من الولاياتالمتحدة، وقدرت تكلفتها بنحو 100 مليون دولار، ويفكر الطرف الأمريكي في نقل الشراكات المبرمة في المجال الزراعي إلى القطاع الصناعي من خلال فتح مصانع لإنجاز آلات زراعية كبيرة كتلك المتعامل بها في المزارع الضخمة، وهو ما سيفسح المجال واسعا أمام الراغبين في الاستثمار في قطاع الزراعة. يعد الاستثمار في مجال إنتاج آلات زراعية ضخمة المرحلة الثانية من مخطط الشراكة بين الجانبين خاصة وإن الطرف الأمريكي قد حدد ولايات أخرى للاستثمار بها في القطاع الفلاحي على غرار ولاية البيّض، حيث وقع الاختيار على مناطق وأراضي هامة بكل من المنيعة، أدرار وتيميمون، حيث سيتم استصلاح مساحات تتراوح ما بين 5 آلاف هكتار إلى 20 إلف هكتار. ويقول السيّد شيخون، إن التكلفة الإجمالية لمشروع البيّض ستصل آفاق 2018 إلى نحو 400 مليون دولار وهو نفس المبلغ الذي سيكلّفه الاستثمار الفلاحي في مناطق المنيعة، أدرار وتيميمون التي كشف عنها السيّد شيخون، الذي عبّر عن تفاؤل الجانب الأمريكي من الاستثمارات التي شرع فيها والتي ستفتح المجال واسعا لاقتحام قطاعات أخرى على غرار الصناعة كما أشير إليه استفاد المجمّع الجزائري الأمريكي عبر مشروع البيّض، من رخص لحفر ثلاثة (3) آبار ارتوازية عميقة تجري حاليا الدراسات الأولى للاستكشاف، والتي ستمكّن في مرحلة ثانية من ربطها بتجهيزات الري الحديثة الخاصة بالرش المحوري المرتقب أن يتدعم بها ذات المشروع الاستثماري النموذجي قبل نهاية السنة الجارية. وسيسمح هذا النوع من الشراكة الاقتصادية بتبادل الخبرات التقنية الخاصة بعالم الزراعة، واكتساب التقنيات الجديدة من خلال حرص الجانب الجزائري على مجال التكوين الذي يعد ركيزة أساسية للارتقاء بالاقتصاد الوطني.