ساهم المرسوم الوزاري المشترك الصادر سنة 2016 و المحدد لشروط ومقاييس انشاء فديراليات رياضية في إبداء العديد من لجان الفنون القتالية الوطنية, رغبتها في تأسيس هيئتها الخاصة بها, فيما تنفست الاتحادية الجزائرية لهذه الرياضة الصعداء, حيث سيسمح لها هذا الاجراء بتسيير باقي اللجان ب"أريحية". أول رياضة قتالية بدأت تباشر مهامها بصفة رسمية وتحصلت على "استقلاليتها في التسيير", بموجب هذا المرسوم, هي الاتحادية الجزائرية للفوفينام فيات فوداو برئاسة محمد جواج, في انتظار ان تلتحق بها اللجنة الوطنية للووشو التي ينقصها فقط الاعتماد من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية, حسب ما أكده ل"واج" رئيس رابطة ولاية الجزائر للفنون القتالية, فريد موسلي. وأعطى وزير الشباب والرياضة, الهادي ولد علي, مؤخرا موافقته لتأسيس اتحاديتي الأيكيدو والفوفيتنام العريقتين في الجزائر, فيما قدم رئيسا اللجنتين الوطنيتين للكامبو واليوسكان بيدو, على التوالي محمد غزالي وصالح موهوب, ملف منح اعتماد تأسيس فديرالية وطنية, للجهة الوصية. ووصف الوزير "مشاريع هيكلة هذه الاتحاديات" ب "تفتح الجزائر على كل الرياضات في ظل احترام شروط تأسيسها وتسييرها, في انتظار فتح الابواب امام اختصاصات أخرى ينتظر منها في الظرف الحالي تنظيم صفوفها والسعي نحو التطور و التألق على الصعيدين الوطني والدولي حتى تصبح مستقلة." ومن بين هذه الاختصاصات القتالية التي تسير في "الطريق الصحيح والمحفزة لتأسيس اتحادية" حاليا, رياضة الكوانكيدو التي توج منتخبها الجزائري شهر سبتمبر الماضي باللقب الافريقي في ابيدجان الايفوارية وكذا اليوسكان بيدو, المتوج فريقها الوطني كوصيف بطل العالم في باريس (فرنسا) سنة 2016 والبنشكاك سيلات (تجمع عدة رياضات قتالية) صاحب المرتبة ال17 في بطولة العالم ببالي الاندونيسية, من مجموع اكثر من 400 مصارع مثلوا 41 بلدا حضر الموعد الرياضي السنة الماضية. العمل التقني المحلي والنتائج الدولية مفتاح تأسيس اتحادية وعلى الصعيد المحلي, كثفت بعض الرياضات القتالية من نشاطها التقني الميداني على غرار الكوانكيدو الذي استعان -بمبادرة من الاتحادية الجزائرية للفنون القتالية- بتسعة خبراء دوليين (درجة 7 و 8) من ايطاليا, رومانيا والمغرب لتطوير الاختصاص وترقية مستوى المدربين والحكام ورياضيي النخبة. وفي هذا الاطار, أكد المدرب الوطني للكوانكيدو, فريد موسلي : "هناك بعض لجان الفنون القتالية الوطنية من تنشط على المستوى المحلي اي داخل الوطن بتنظيم سلسلة من البطولات والتجمعات وتربصات الرسكلة والتطوير, الا ان عملها التقني لا يتجسد خارج الوطن اي لا تشارك كثيرا دوليا مثل رياضة الكين تاي جيتسو". وهناك لجان وطنية من تنشط وتحقق نتائج مقبولة دوليا -يضيف موسلي- "الا انها لا تنظم بكثرة بطولات ودورات وطنية او رسكلة لتطوير الرسميين على غرار الكونغ فو ووشو", مضيفا ان "هذه الرياضة لم تستعن بخبراء دوليين منذ 20 سنة". من جهته, صرح رئيس الاتحادية الجزائرية للفنون القتالية, جمال تعزيبت, أن هيئته بصدد تجسيد استراتيجية مغايرة تماما لما كانت عليه في السنوات الماضية وأضحت حاليا "اكثر نجاعة ومتفتحة", من خلال تلبية رغبات العديد من اللجان الوطنية ومنحهم التسيير الذاتي لاختصاصاتهم بعد استيفاء جميع شروط تأسيس اتحادية وطنية كعدد المنخرطين فيها والنوادي و الرابطات الولائية.