تعتبر المبارزة الجزائرية الشابة، مريم مباركي، من بين المواهب الصاعدة والواعدة التي تعد "شعلة" أمل بالنسبة للشيش، بعد تألقها في المرحلة الثالثة للطبعة ال30 لكأس العالم سيدات للاختصاص التي جرت نهاية الأسبوع الماضي بقاعة حرشة حسان (الجزائر). لا يتجاوز سنها ال13 عاما وبضعة أشهر، إلا انها حملت سلاح الشيش "بقلبها" ولم تخجل بنفسها ولا بسنها ولا حتى ب"قامتها الصغيرة" لتجاري أقوى سيدات العالم في هذا الاختصاص. ونالت مريم مباركي ثقة الطاقم الفني لتشكل "أعمدة" الرباعي الجزائري المشارك في لقاءات الفرق في هذه المنافسة رفقة كل من أنيسة خلفاوي، زبوج صونيا ونريمان الهواري. كيف لا تنال هذه الثقة وهي التي احتلت المرتبة الأولى في منافسات المرحلة الاولى لكأس الجزائر عند الوسطيات وتحتل حاليا المركز ال277 عالميا ولم تطفئ بعد شمعتها ال14. إلى جانب أنيسة خلفاوي، كانت مباركي الوحيدة من الجزائريات العشر المشاركات في مرحلة الجزائر لكأس العالم التي تمكنت من افتكاك تأشيرة تأهلها من مرحلة المجموعات الى جدول ال64 قبل أن تسقط على يد النمساوية سينكر فريا بنتيجة 15-5، منهية المنافسة في الصف ال74. واستطاعت عن جدارة أن تطيح بنظيراتها الكبريات خلال مرحلة المجموعات من دول لها باع طويل في رياضة المبارزة، مثل روسيا حيث تغلبت على ممثلتها ليلى بيرييفا (23 سنة، 68 عالميا) بنتيجة 5-1 وكذا الصينية فو ييتينغ (20 سنة، 177 عالميا) بواقع 5-3. في المقابل، انهزمت مباركي في الدور الأول أمام لاعبات أكثر حنكة كالإيطالية فالينتينا سيبرياني (33 سنة، 50 عالميا) ب5-2 و الفرنسية جولي ميينفيل (22 سنة، 104 عالميا) ب 5-3. ومن بين العشر لاعبات جزائريات اللائي "سلين" سيوفهن فوق منصة المنافسة العالمية، نوه المدرب الروماني للمنتخب الجزائري للشيش، جورج كوديانو موغو، بقدرات لاعبة فريق مولودية الجزائر التي وقفت ندا لأحسن اللاعبات في العالم رغم "قلة حيلتها". وصرح التقني الروماني ل"وأج": "لقد أبهرتنا مباركي بمردودها ومستواها رغم صغر سنها. لقد افتكت التأهل بجدارة من مرحلة المجموعات الى جدول ال64 دون الحديث عن إقصائها في هذا الدور بسبب نقص الخبرة". وأضاف: "مباركي سيكون لها شأن كبير في المستقبل شريطة ان يتم صقل موهبتها بعناية. ليس فقط هي بل رفقة نخبة من الشابات الصاعدات مثل صونيا زبوج وياسمين تنتاست". أخطاء للتصحيح من جهتها، أقرت اللاعبة الشابة قائلة : "المنافسة كانت قوية جدا بتواجد أحسن اللاعبات في العالم، رغم ذلك تمكنت من الفوز في لقاءين خلال مرحلة المجموعات بفضل المجهود الكبير الذي قدمته". وقالت أيضا: "تحليت بالشجاعة ولم يتملكني اي مركب نقص من أي اسم من الأسماء حيث دخلت مصممة على تحقيق نتيجة طيبة بتجاوزي كل الصعوبات المعنوية. أطمح في المرات المقبلة في التأهل الى ادوار متقدمة. لازلت شابة والمستقبل امامي". وتطرقت إلى نقاط ضعفها مؤكدة أنها ستركز على تصحيحها من اجل تحقيق طموحاتها المستقبلية : "الآن استنتجت أن كثيرا من العمل لا يزال في انتظاري، لقد أتيحت لي فرصة كبيرة بتنظيم هذه المرحلة بالجزائر لأن سني لا يسمح لي بالمشاركة في المونديال خارج الوطن". "شخصيا، لاحظت بعض الأخطاء والهفوات على أدائي، تنقصني السرعة في الحركة وهي ميزة اللاعبات الآسيويات، وعلي اكتساب وتعلم الكثير من الجانب التقني الذي يعد سمة الأوروبيات"، تقول لاعبة المولودية. ومن أجل بلوغ القمة، تتمرن هذه اللاعبة اليمينية يوميا خلال الفترة المسائية عقب انتهاء ساعات الدراسة، إضافة إلى يومي الجمعة والسبت، باستثناء الأحد الذي تخلد فيه الى الراحة. وسبق لمباركي وأن شاركت في عديد من المنافسات السنة الماضية داخل وخارج الوطن. على سبيل المثال لا الحصر، حصل لها الشرف وأن كانت ضمن المتنافسات في دورة دولية بتونس ونالت المرتبة الأولى في صنف الشبلات كما احتلت المركز الرابع في منافسة أخرى بإسبانيا عند الصغريات. وهو مؤشر "واضح"، حسب المختصين، أنه أمام مريم مباركي مستقبل "زاهر" يتطلب عملا دؤوبا عنوانه المثابرة في التدرب والمواصلة في التحضير.