عبر شباب من جيل الاستقلال إلتقتهم "وأج" بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بباتنة عقب عرض فيلم الشهيد مصطفى بن بولعيد بعفوية كبيرة عن إعجابهم بهذه الشخصية التي ستبقى في نظرهم "رمزا للوطنية والتضحية". و كان اللقاء شيقا في مكان يحمل الكثير من الدلالة لأن هذا المرفق الذي يؤمه العشرات من الشباب يوميا يقع بممرات الشهيد مصطفى بن بولعيد الشهيرة بقلب عاصمة الأوراس التي تتأهب في أجواء بهيجة للاحتفال بمئوية هذا البطل يوم 5 فبراير الجاري وسط تحضيرات كثيفة . فبن بولعيد بالنسبة لنا تقول إيمان بن مختار ذات ال 18 ربيعا (تلميذة بالسنة الثالثة ثانوي) هو أسطورة جميلة تدرجت في أذهاننا منذ أن كنا أطفالا صغارا فكان اسمه مرادفا للحرية والاستقلال لتترسخ صورته بعد ذلك كبطل خطط للثورة وأشرف على تفجيرها من قمم الأوراس في الفاتح من نوفمبر 1954 . و بمرور الزمن تضيف إيمان "وجدت إجابة للسؤال الملح الذي كبر بداخلي حول سر تسمية هذه الممرات الجميلة بهذا الاسم وعرفت بأنها تكريم لمن وهب نفسه وماله من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة" . من جهته يرى الشاب خذير مازوز ذي ال 25 سنة (عامل) أن بن بولعيد كرمز لا يمكن اختزاله في فيلم ولا يمكن لأحد مهما كانت براعته أن يجسد هذه الشخصية التي نحفظ لها في مخيلتنا -كما قال- صورة جميلة صنعتها بطولات ومزايا الرجل . بن بولعيد شخصية فريدة وعلى الشباب الإقتداء بها بدورها اعتبرت عبير عمارة ( 30 سنة) أستاذة موسيقى بمدينة باتنة بن بولعيد شخصية فريدة من نوعها لأنها تركت بصمة في تاريخ الجزائر من خلال الثورة التي انتهت بتحرير البلاد فيما دعا محمد علي بن بيشة (19 سنة) طالب سنة أولى علوم إنسانية بجامعة باتنة 1 شباب اليوم للإقتداء بصفات وخصال هذا البطل والوفاء للمبادئ التي ضحى لأجلها. أما أسامة حفظاوي ذي ال 21 سنة الطالب بالسنة الثانية ليسانس تخصص رياضة بجامعة باتنة 2 فقال "فيلم بن بولعيد الذي حاول ترجمة ما سمعنا وما قرأنا عن هذا البطل على أرض الواقع ولد في الكثير منا الرغبة في اقتفاء أثر أب الثورة الجزائرية بأعالي جبال الأوراس". وكانت رحلتنا التي ضمت 15 شابا وشابة من جمعية شباب أصدقاء بلدية باتنة يضيف المتحدث ممتعة ومثيرة إلى دشرة أولاد موسى عانقنا فيها التاريخ وحاولنا أن نستعيد صورة بن بولعيد التي تبقى دون شك الأقوى و الأجمل في أذهاننا وطفنا بالمكان الذي شهد توزيع الأسلحة والأفواج وتجديد الأهداف ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 وإكتشفنا بأن ثورتنا كانت عظيمة وبن بولعيد مفخرة لنا. وأوضح أسامة بتأثر كبير كل الأماكن التي زرناها لأول مرة بدشرة أولاد موسى وبإيشمول وآريس بما في ذلك منزل الشهيد مصطفى بن بولعيد وقبلها مضيق تيغانمين بتاغيت الذي شهد العملية التي نفذها المجاهدون صبيحة أول نوفمبر 1954 ستبقى شاهدة على عظمة جيل ثورة نوفمبر وحافز لنا نحن جيل الاستقلال لكي نبقى أوفياء للعهد ونصون الجزائر.