طبعت "الصراحة و الوضوح" جملة اللقاءات التي أجراها وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل يوم الخميس في اليوم الثاني من الجولة التي يقوم بها في ليبيا مسجلا "إرادة قوية لدى الليبيين من أجل التوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار ". ففي ثالث محطة للسيد مساهل والوفد المرافق له في إطار الجولة التي يقوم بها منذ أول أمس الأربعاء حل الوزير بمدينة الزنتان أين حظي باستقبال شعبي حار أين أوضح أنه يحمل "رسالة أمل" نابعة من تجربة الجزائر المريرة ضد الإرهاب و "التي لا نريد ان تتكرر في ليبيا". وخلال لقائه مع أعيان منطقة الزنتان و مسؤولين محليين أكد مساهل أن "الأزمة في ليبيا لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار الشامل بين الليبيين أنفسهم دون تهميش أو إقصاء" معربا عن ثقته في أن يتمكن الليبيون من طي صفحة العنف من خلال الحوار و الحلول السياسية و المصالحة الوطنية. وفي أكثر من محطة و خلال جل الإجتماعات استعرض السيد مساهل التجربة الجزائرية في السلم و المصالحة الوطنية مبرزا جهود رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, في بناء الجزائر و تحقيق الإستقرار بداية من قانون الرحمة ثم قانون الوئام المدني إلى غاية الإستفتاء الوطني حول المصالحة الوطنية. ومن جانبهم أعرب أعيان منطقة الزنتان و الشخصيات المحلية بالمدينة عن تقديرهم للجهود التي تبذلها الجزائر "من أجل لم الشمل بين أبناء ليبيا" مشددين على ضرورة الإستفادة من التجربة الجزائرية في تحقيق السلم و المصالحة الوطنية. حل الأزمة الليبية لايمكن أن يكون إلا من خلال الحوار الليبي-الليبي وبالعاصمة طرابلس أين التقى برئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي أوضح مساهل أنه "لم يقدم خلال الجولة التي يقوم بها أية مبادرة وذلك إيمانا من الجزائر أن حل الأزمة الليبية يجب أن يكون من خلال الحوار الجاد بين كل الأطراف الليبية داخل ليبيا". وأبرز مساهل أن "الجزائر مرت بنفس المحنة منذ سنوات إلا أنه بفضل حكمة رجال و نساء الجزائر و السياسة الراشدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة انطلقنا في سياسة مكنت من إنقاذ الجزائر بتضحيات أبنائها و في مقدمتهم الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن و كذلك الجبهة الداخلية القوية المبنية على أساس المواطن الجزائري الغيور على استقلاله ووطنه و سيادته". من جهته أعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي عن تقديره ل"موقف الجزائر التي تبقى على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية و ذلك ما يجعل دورها أكثر فعالية في دعم مسار التسوية السلمية للأزمة" مشيرا إلى أن لقائه مع السيد مساهل كان "صريحا وواضحا". أما في مصراتة فقد أجرى السيد مساهل لقاءات مكثفة مع قيادات عسكرية تابعة لغرفة عمليات "البنيان المرصوص" و مجموعة من النواب و ممثلين عن "التجمع السياسي" و ممثلين عن مجلس الأعيان المدينة بالإضافة إلى عدد من الشباب و الناشطين بالمدينة. وأكد عقب هذه الإجتماعات التي استمرت إلى غاية وقت متأخر من ليلة الخميس إلى الجمعة أنه "لاحظ إرادة قوية من طرف الليبيين للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار السياسي الليبي الليبي داخل ليبيا" مؤكدا أنه لمس هذه الإرادة في كل المحطات التي حل بها بداية من البيضاء و بنغازي إلى الزنتان وطرابلس ثم مصراتة . وجدد السيد مساهل التأكيد أن الجزائر تؤمن بأن "الحل لايمكن أن يكون إلا من خلال الليبيين أنفسهم عن طريق حوار سياسي شامل دون إقصاء أو تهميش" مؤكدا أن "الليبيين قادرون على ذلك بعيدا عن أي تدخل أجنبي في الشأن الليبي ". وكان السيد مساهل قد شرع في جولة عمل في ليبيا بدأها من مدينة البيضاء شرق البلاد أين التقى برئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح ثم بنغازي أين التقى بالمشير خليفة حفتر بالإضافة إلى شخصيات سياسية و مدنية و أعيان منطقة الشرق الليبي. و تندرج هذه الجولة في اطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجزائر قصد التقريب بين مواقف الاشقاء الليبيين من أجل التوصل الى حل سياسي و مستدام للأزمة من خلال الحوار الليبي الشامل و المصالحة الوطنية من شأنه الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا و سيادتها و وحدتها و انسجام شعبها.