وصف وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل يوم الثلاثاء محادثاته مع لجنة السياسة و الأمن للإتحاد الأوروبي حول تجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب ب "المفيدة جدا". وعقب لقائه مع سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمقر مجلس الاتحاد ببروكسل صرح الوزير للصحافة قائلا "للقد أجرنا نقاشا جد مفيد حول هذا الموضوع". و حسب الوزير فقد أبدى أعضاء لجنة السياسة و الأمن للاتحاد الأوروبي اهتماما كبيرا بتجربة الجزائر" لاسيما من خلال السياسات المعتمدة من قبل الحكومة الجزائرية في المجال الديني و توسيع الفضاءات الديمقراطية من أجل مجابهة الخطاب المتطرف. و استعرض السيد مساهل في بداية الظهيرة تجربة الجزائر في مجال مكافحة التطرف مؤكدا أن مكافحة التطرف العنيف و الإرهاب تقتضي "حرمان مروجيهما من عوامل التواجد في المجتمع و في نموذج سيره السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي". و لدى تدخله أمام لجنة السياسة والأمن للاتحاد الأوربي أكد الوزير أن السياسة الجزائرية ترتكز على مكافحة عوامل التهميش و الإقصاء و ترقية العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص. و أردف السيد مساهل يقول أن سياسة مكافحة التطرف في الجزائر تقوم أيضا على " المصالحة الوطنية و ترقية الديمقراطية و دولة القانون و الحكم الراشد و حقوق الإنسان و الحريات الأساسية إضافة إلى استقلالية العدالة". و أشار الوزير إلى أن الوضع في منطقة الساحل و بالخصوص ليبيا و مسألة الهجرة يكتسي "أهمية خاصة" بالنسبة لأعضاء لجنة السياسة و الأمن للاتحاد الأوروبي مؤكدا أنه استعرض وجهة نظر الجزائر التي "تساهم في البحث عن حلول سياسية للنزاعات القائمة في جوارها عبر الحوار و المصالحة الوطنية". و أبرز الوزير أن" هذا الجهد لا يقتصر فقط على الجزائر بل يتعين أن يشارك فيه المجتمع الدولي و بالخصوص الاتحاد الأوروبي". و أضاف قائلا" نحن نحاول تقديم إسهامنا في منطقة تشهد اضطرابات كبيرة لإيجاد حل عبر الحوار و من دون اي تدخل خارجي سواء في شؤون الماليين أو الليبيين" و لدى تطرقه إلى لقائه مع رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر أكد الوزير أن هذه المحادثات تندرج في إطار التشاور المنتظم مع الأممالمتحدة. وصرح الوزير قائلا "لقد قمنا بتقييم نتائج اجتماع بلدان جوار ليبيا المنعقد في 8 مايو بالجزائر العاصمة و تبادلنا وجهة النظر حول اجتماع اللجنة الرباعية الخاصة بليبيا المنعقد اليوم الثلاثاء ببروكسل". و تابع بالقول بأنه تبادل وجهات النظر مع كوبلر حول اعادة بعث الحوار السياسي بين الليبيين و الرزنامة التي سيتم عرضها على مختلف الأطراف الليبية". و فيما يخص محادثاته مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل أنجل لوسادا أكد الوزير على أنها سمحت ببحث "الخطوات الايجابية" المحققة في مسار تنفيذ اتفاق السلم في مالي و تبادل وجهات النظر حول "الديناميكية السياسية" المسجلة منذ شهر فبراير. و أعلن السيد مساهل في هذا الصدد أنه سيتم قريبا عقد على المستوى الوزاري اجتماع للجنة متابعة اتفاق السلم بمالي.