يعد النعناع الأخضر المعروف باستعمالاته لأغراض الطهي و التداوي منتوجا محليا في حاجة إلى تثمين بالنظر إلى المنافع الاقتصادية المتعددة التي يمكن أن يجلبها حسبما أفاد ل/وأج عدد من المزارعين المحليين. وتكتسي مسألة تطوير إنتاج النعناع الأخضر الذي يعتبر من بين أهم المكونات بالنسبة لتحضير الشاي الصحراوي الشهير (شاي بالنعناع) أهمية قصوى ليس لتموين الصناعة الغذائية و الصناعة الصيدلانية بالمادة الأولية فحسب بل من أجل توفير مداخيل إضافية ذات '' قيمة'' لفائدة الفلاحين المهتمين بزراعة هذه النبتة العطرية التي تحتل مكانة خاصة فيما يتعلق بزراعة مختلف أصناف النبات العطرية و الطبية و التوابل بولاية ورقلة كما يرى السيد عثمان فلاح ببلدية العالية (دائرة الحجيرة). وتغطي زراعة النعناع بالولاية مساحة إجمالية قوامها 254 هكتار موزعة على عدة حقول لزراعة النخيل لاسيما عبر بلديات ورقلة و أنقوسة و سيدي خويلد و العالية و الحجيرة و تماسين و النزلة و المقارين و سيدي سليمان حسب معطيات المديرية الولائية للمصالح الفلاحية. وشهد إنتاج النعناع الأخضر الذي يتكيف بشكل كبير مع الظروف الطبيعية لهذه المنطقة بجنوب البلاد التي تمتاز ببعض الخصوصيات (طقس جاف و ملوحة التربة ) تراجعا كبيرا سنة تلو أخرى بسبب انعدام استراتيجية لتطوير هذه الزراعة علما أن الجزء الأكبر من إنتاج ولاية ورقلة من هذه العشبة يتم توجيهه نحو الاستهلاك المحلي و فقا لقانون العرض و الطلب حسبما أشار إليه مختصون في الفلاحة بمديرية القطاع. وبلغت كميات الإنتاج خلال الموسم الفلاحي الحالي (2016-2017) من النعناع الأخضر التي تم جنيها إلى حد الآن على مساحة 175 هكتار 10 آلاف قنطار بمردود بنحو 60 قنطار في الهكتار الواحد حسب معطيات مديرية المصالح الفلاحية. وبالمقابل تم خلال السنتين المنصرمتين موسم (2014-2015) جني أزيد من 17.940 قنطار من النعناع الأخضر على مساحة 299 هكتار بمعدل 60 قنطار في الهكتار يضيف المصدر ذاته. يذكر أن ولاية ورقلة التي يحتل بها نشاط زراعة النخيل مقدمة جميع الشعب الفلاحية الأخرى تمتلك عدة مقومات تتمثل أساسا في الموارد المائية الهامة و المساحات الزراعية الشاسعة والتي من شأنها أن تساهم في النهوض بمجال إنتاج هذه الثروة الفلاحية و الحصول على منتوج ذي''نوعية'' يستجيب لشروط التصنيع و لتغطية حاجيات الأسواق المحلية و الأجنبية.