بدأت زراعة أشجار الزيتون بولاية ورقلة تشهد تطورا متزايدا بعد أن كانت تعتبر نشاطا فلاحيا حديث العهد ولم يكن مثل هذا النوع من النشاط الفلاحي يمارس بالولاية إلا في حالات نادرة. وأوضحت مديرية الفلاحية أن هذا الصنف من النشاط الفلاحي شرع في مزاولته على مستوى الولاية مع مطلع سنة 2003 بشكل محتشم حيث تم تخصيص في إطار الدعم المقدم من طرف الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفلاحية مساحات صغيرة ومحدودة لغرس أشجار وسط غابات النخيل. و قد تركزت هذه الزراعة حينها عبر منطقتي الحجيرة و حاسي لخفيف التي تشتهر بخصوبة أراضيها و قابليتها لإنتاج أنواع مختلفة من الزراعات التي لا تمارس عادة بالجهة على غرار الفول السوداني و البطاطس و غيرها. وكان الموسم الفلاحي 2008 - 2009 بداية لدخول تجربة زراعة أشجار الزيتون بالجهة مرحلة الجدية حيث خصصت الولاية مبلغا ماليا هاما من ميزانيتها لاقتناء 13 ألف شجيرة زيتون وزراعتها في مساحة إجمالية تقدر ب 65 هكتارا. واستنادا إلى ذات المصالح فان المساحات المغروسة حاليا بهذا النوع من الأشجار المثمرة تتوزع حاليا وبالإضافة إلى دائرتي ورقلة و الحجيرة اللتين كانتا السباقتين لزراعة أشجار الزيتون على مستوى كل من دوائر سيدي خويلد و تماسين و المقارين و تقرت ( وادي ريغ) و انقوسة. و قد بلغ عدد المزارعين الذين استفادوا مجانا من شجيرات الزيتون لغرسها عبر المحيطات الفلاحية التي يشتغلون بها 105 فلاح حسب نفس المصالح . وسمحت رغبة المزارعين بالمنطقة في الوصول إلى تحقيق إنتاج فلاحي يكون مكملا للنشاط الفلاحي الرئيسي لهم والمتمثل في زراعة النخيل بانتاج في الموسم الفلاحي الفارط 350 قنطارا من الزيتون. و تشكل هذه الكمية عاملا مشجعا و محفزا للمضي قدما في خوض هذه التجربة الفلاحية إلا أن ذلك لا يرقى بطبيعة الحال إلى مستوى التسويق و تلبية احتياجات السوق المحلية حيث أنها تبقى منحصرة في دائرة الاستهلاك الذاتي حسب نفس المصدر . ويطمح مسؤولو قطاع الفلاحة في أن تلتحق ولاية ورقلة ببعض الولايات الجنوبية المجاورة التي قطعت أشواطا هامة في مجال زراعة أشجار الزيتون . و في سياق التجسيد الميداني لهذه الإرادة تم في إطار الموسم الفلاحي الحالي ( 2009-2010 ) تسطير برنامج يهدف إلى غرس حوالي 17 ألف شجيرة زيتون عبر مناطق متفرقة من ولاية ورقلة . و قد شرع بالفعل في إعداد مخطط عملي قصد تحديد المناطق بالولاية التي ستستفيد من هذا البرنامج الهام الذي يندرج في إطار توسيع هذه الزراعة وتنميتها وتنويع المنتوج الفلاحي المحلي. وأوضح نفس المصدر أن تمويل عملية اقتناء شجيرات الزيتون يتم على عاتق ميزانية الولاية التي تسعى إلى ترقية زراعة أشجار الزيتون تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية التي سطرتها الدولة و الهادفة إلى النهوض بمثل هذا النوع من النشاط الفلاحي عبر مختلف جهات الوطن .