أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، اليوم الاثنين بباتنة بأن "قانون التراث الثقافي ستتم مراجعته في المستقبل" لمواجهة ما وصفه ب"الإرهاب الثقافي". وأوضح الوزير، لدى تفقده لمتحف مدينة تيمقاد الأثرية التي تعود إلى الحقبة الرومانية خلال زيارة عمل و تفقد قام بها إلى هذه الولاية، بأن مراجعة قانون التراث الثقافي 98-04 "ستمكننا من إدخال عقوبات قاسية فيما يتعلق بتهريب الآثار". وأضاف السيد ميهوبي أن حماية هذه الكنوز الثقافية تتطلب تضافر الجهود من أجل المحافظة عليها وهو عمل "لا يتوقف على قطاع الثقافة فحسب، و إنما يستوجب كذلك حرص وتفطن المواطنين"، مشيرا إلى أن زيارته لمتحف تيمقاد التاريخي الذي يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي تهدف إلى الإطلاع على ظروف حمايته وصيانته و معاينة وضعيته الحالية . و أبرز وزير الثقافة أنه من الضروري التفكير في صيانة لوحات الفسيفساء التي تجاوز عددها ال80 الموجودة في هذا المتحف والتي تتطلب -حسبه- عناية، خاصة لأنها مثبتة على الجدران وصحن المتحف، وهي بحاجة إلى مراجعة علمية أخرى، و ربما تتطلب سنوات وسنوات لكيفية سحبها من الجدران و وضعها في لوحات متنقلة، و ذلك ضمن أحد المشاريع المستقبليةي على حد قوله. و بعد أن أكد أهمية توفير الشروط الخاصة لحماية هذا المتحف وموقع تيمقاد الأثري، أضاف الوزير بأن وزارة الثقافة تعمل بتنسيق مباشر مع منظمة الأممالمتحدة للتربية و الثقافة و العلوم "اليونسكو" التي تدعو باستمرار إلى ضرورة الحفاظ على هذه المواقع باعتبارها مصنفة ضمن التراث العالمي، حاثا بمناسبة هذه الزيارة على "ضرورة تثمينه والاستفادة منه في بعده السياحي والاقتصادي" . ودعا السيد ميهوبي بالمناسبة المركز الوطني للأبحاث الأثرية بمواصلة عملية البحث والقيام بالحفريات ببعض المناطق القريبة من هذا الموقع الذي يضم آثارا رومانية و فسيفساء، حيث تم تصنيفه وطنيا في سنة 1968 وعالميا في سنة 1982 . وتلقى وزير الثقافة شروحا حول هذا المتحف المغلق منذ مدة وما يحتويه من كنوز أثرية، حيث عاين على الخصوص قاعة الفسيفساء التي تتواجد بها لوحات نادرة، كما قدمت له معلومات حول الموقع الأثري ككل والذي توقفت به الحفريات والأبحاث منذ حوالي 60 سنة. وزار الوزير كذلك المتحف القديم وكذا الجديد والموقع الأثري بمدينة تازولت "لومباز سابقا" لتي تشتهر بآثارها الرومانية، حيث قدمت له شروحات حول كنوزها الأثرية وتوضيحات أخرى حول آخر حفرية أقيمت بالمدينة والتي تم خلالها العثور على فسيفساء فريكسوس و هيلي سنة 2007 والتي تعد "فريدة من نوعها"، حسب ما ذكره مختصون بعين المكان، ليتفقد بعدها موقع فسيفساء النمرة الذي اكتشف في نفس السنة وتم حفظه منذ 2015 . ووفق الشروح المقدمة للوزير، يتطلب ورشة تكوينية بعين المكان لاستئناف العمل فيه وإعادة ترميم الفسيفساء التي وجدت بهذا الموقع الذي يتربع الجزء المعلوم منه حاليا على 700 متر مربع . وتعد هذه المرة الأولى، حسب المشرفين على الموقع والحفريات بهي التي تكشف فسيفساء موقع النمرة مباشرة للإعلاميين ومشاهدتها عن قرب بمناسبة زيارة وزير الثقافة في مكان هذه الحفرية ووضعيتها وكذا وضعية حفظ اللقى التي وجدت بها. و يواصل السيد ميهوبي زيارته إلى ولاية باتنة بتدشين المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالقطب العمراني حملة 3 ويحضر جانبا من افتتاح السنة الجامعية الجديدة بجامعة باتنة 1 .