طالبت الجزائر يوم الجمعة بتوضيحات حول تصريحات لموقعين على عريضة حول الصحراء الغربية قامت بتحريفها مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، مشيرة إلى تلاعب محتمل لإبعاد هذا الفرع الأممي عن مهمته التي تكمن في إعلام الرأي العام الدولي بإخلاص. وقال السفير المساعد للجزائر لدى منظمة الأممالمتحدة، محمد بصديق، خلال نقاش اللجنة الرابعة حول تصفية الاستعمار "إننا نطلب بنشر توضيح على الموقع الالكتروني للأمم المتحدة وبتقدم ممثل إدارة الإعلام أمام هذه اللجنة ليشرح لنا ما حدث". و أضاف "عليه أن يقدم لنا تفسيرات حول حدوث هذه الأخطاء"، معتبرا أنه هذا المسؤول "يجب أن يقدم اعتذارات" على الضرر الذي لحق بالأشخاص المعنيين. و قال السيد بصديق "هل الأمر يتعلق بخطاء ارتكب عمدا أو عن غير قصد"، معتبرا أنه "إذا كان عن غير قصد فهذا ليس مبرر كذلك". و تتخبط ذات المصلحة في قضية تلاعب خطيرة بعد تحريف تصريحات متدخلين أعربوا عن مساندتهم للقضية الصحراوية وذهبت إلى حد إسناد تصريحات موالية للمغرب إلى موقعين على عريضة لم يكونوا قد تدخلوا بعد. فبعد تصريحات محرفة أو مفتعلة ومضامين موجهة، تراكمت منذ يومين على هذه المصلحة سلسلة من الانحرافات التي تمس بمصداقيتها كهيئة إعلامية تابعة لمنظمة متعددة الأطراف مثل منظمة الأممالمتحدة. منظمة الأممالمتحدة تسحب تقريرها الأصلي و أعتبر السفير المساعد أن الدليل على وجود تواطؤ ربما هو أن البيان الصحفي تم سحبه اليوم من الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بعد التوضيح الذي قام به رئيس لجنة تصفية الاستعمار رفائيل داريو راميزاز كارينو، مشيرا إلى أن انحرافات هذه المصلحة أصبحت عديدة و متكررة. و اضطرت مصلحة الأخبار و المحتوى التابعة لمنظمة الأممالمتحدة يوم الجمعة (6 أكتوبر) إلى سحب تقريرها الأصلي الذي أسندت فيه تصريحات خطيرة للممثل الصحراوي أحمد بوخاري حول جبهة البوليزاريو و مسار السلام بالصحراء الغربية. و قال مستاءً "لسنا اليوم أمام تناقض في البيانات الصحفية فقط بل أمام تصريحات موقعي عريضة خطيرة تم نسبها لممثل شرعي لشعب في حين أنه لم يكن قد تناول الكلمة بعد". و بعد التنديد بهذه التصريحات الكاذبة و المختلقة، وجه السيد بصديق نداء رسميا للأمين العام الأممي من أجل "السهر على أن تنقل النقاشات والتصريحات التي تكون داخل أجهزة منظمة الأممالمتحدة بشكل صحيح في تقارير هذه المصلحة". و استطرد قائلا بأن الدول الأعضاء يجب أن تتأكد من أن هذه المصلحة لا تحيد عن مهمتها الرئيسية ألا وهي تقديم معلومة مؤكدة لوسائل الإعلام و للرأي العام الدولي. و ذكر السفير المساعد بأن الجزائر التي تضطلع بمهمة منسق دول عدم الانحياز حول تنشيط الجمعية العامة قد طرحت عدة مرات مشكلة عدم تطابق البيانات الصحفية مع النقاشات و التصريحات الواردة ضمن الأممالمتحدة. و أشار ممثل الجزائر أن الأمانة ذكرت بأن نقص المستخدمين هو السبب في هذه العيوب مضيفا أنه "على ضوء ما حدث اليوم فإننا نرى أن هذه الحجة لا تعكس بتاتا هذا الواقع". انحراف مخطط له حسب جبهة البوليزاريو وكان ممثل جبهة البوليزاريو قد صرح لواج يوم الجمعة بأنه سيطالب "بتحقيق حول هذا الانزلاق الخطير"، مضيفا بأن الأمر يتعلق ب "بانزلاق مخطط له من طرف هذه المصلحة التي يطغى عليها أعوان المخابرات المغربية الذين ذهبوا إلى أقصى حد من التزوير بإسناد لي تصريحات موالية للمغرب في حين أنني لم أتناول الكلمة". و كانت السيدة سوزان شولت قد فندت ليله الخميس في تصريح لواج ما أسند لها من تصريحات من طرف مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة. و كشفت المتحصلة على جائزة سيول للسلام أنها تعرضت لتلاعب مغربي قصد منعها من المشاركة في أشغال اللجنة. و كانت مصالح أمن المنظمة الأممالمتحدة قد أوقفت رئيسة المنظمة غير الحكومية الأمريكية بسبب شكوى من الوفد المغربي اتهامها فيها برفع العلم الصحراوي داخل القاعة التي كانت تجري بها أشغال اللجنة الرابعة. و تعرضت سوزان شولت لدفع عنيف من طرف أحد أعضاء الوفد المغربي بينما كانت تؤخذ لها صور مع الوفد الصحراوي في آخر قاعة الاجتماعات وهي تحمل، كما أوضحت لواج، ملصقة لمنظمتها تحمل العلم الصحراوي و شعار "فري واسترن صحارا".