كد وزير الشؤون الدينية والأوقاف, محمد عيسى، اليوم الاثنين أن الجزائر تشجع على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و "توجهه", لكونه إحياء للسنن الحميدة للرسول الكريم و "صمام أمان ضد كل انحراف",عكس ما تحاول الترويج له بعض الأطراف التي تدرج إحياء هذه المناسبة في خانة البدع و الصوفية. وأكد الوزير لدى نزوله ضيفا على منتدى الإذاعة الجزائرية, أن الجزائر "ستحتفل و بعمق بالمولد النبوي الشريف لأن ذلك يعد أمرا طبيعيا لا يحتاج إلى فتوى (...) نابع من محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المترسخة في نفوس الجزائريين", مركزا في هذا السياق على أهمية السهر على تأمين المجتمع من أي حركة طائفية تستهدف التشويش على الحياة الآمنة. كما تحدث الوزير بإسهاب عن مسألة التطرف الديني الذي أرجعه في المقام الأول إلى الجهل من منطلق الاعتقاد بأن "التزمت و التشدد من شأنه تقريب العبد أكثر فأكثر إلى ربه" على الرغم من أن الرسول الكريم كان وسطيا معتدلا, ليضيف بأن المقاربة التي تعتمدها الوزارة في تجفيف منابع الإرهاب الفكري و ضمان محاربة هذا المد ترتكز على العلم من خلال تكوين موظفي المساجد المنتشرة عبر الوطن والبالغ عددها نحو 17 ألف مسجد, يسهر على تسييرها ما يربو عن 34 ألف إطار. وأرجع محمد عيسى هذا القرار إلى توفر هيئات فقهية حاليا مضطلعة بهذا الدور، متمثلة في المجلس الإسلامي الأعلى والمجالس, مما يجعل من هذا المجمع الفقهي أكاديمية لإعداد البحوث اعتمادا على قاعدة العلم والدين, كما أنه سيضم "خبراء حقيقيين لا يتحولون إلى رجال إفتاء حتى لا يختل النظام". و من جهة أخرى, أفاد الوزير بأن فعاليات أسبوع القرآن الكريم ستنظم هذه السنة شهر ديسمبر بعنابة, مذكرا بأن هذا الموعد يعتبر فضاء يضم أئمة الجزائر و مختلف الفاعلين في المجال الديني, و مناسبة لتلقي توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الاتجاه.