* الجزائر تكوّن أئمة أمريكيين في محاربة التطرف محمد عيسى: الجزائريون ليسوا بحاجة إلى فتوى للاحتفال بالمولد النبوي قال محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بأن الجزائريين لا يحتاجون إلى فتوى للاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وقال بأن وزارته ساهمت في مراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية في الطورين الابتدائي والمتوسط لتحصين المدرسة الجزائرية، وكشف النقاب عن تعليمة أصدرها لحذف كل المطويات التي تدعو إلى الطائفية من المساجد والسجون، وأعلن عن قرار الولاياتالمتحدة إرسال أئمة إلى الجزائر للتكوين في مجال مكافحة التطرف. أكد محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن مصالحه ساهمت في مراجعة برامج التربية الإسلامية بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية في الطورين الابتدائي والمتوسط لتحصين المدارس الجزائرية من الأفكار الدخيلة، وقال الوزير، بأن الأئمة منخرطون في استراتيجية مكافحة التطرف من خلال دروس في السجون للرد على الأفكار الغربية والدخيلة في المجتمع التي كانت سببا في تفشي العنف الفكري الذي غذى الإرهاب. وكشف الوزير بهذا الخصوص، أن مصالحه أمرت بمراجعة مضامين كل مكتبات المساجد والمدارس القرآنية لحذف كل المطويات التي تدعو إلى الطائفية أو الكتب والمطويات التكفيرية، وقال محمد عيسى، خلال استضافته في برنامج "فوروم الإذاعة الوطنية"، بأن هذه الكتب والمراجع أصبحت ممنوعة في مساجدنا، مشيرا بأن مصالحه قامت بتجربة مماثلة مع وزارة العدل لمراجعة المكتبات المتواجدة داخل السجون، وهي العملية التي سمحت بحذف كل الكتب التي لا تنادي بالتسامح وتغذي العنف والتطرف. وبحسب الوزير، فإن الجزائر لا تزال تتعرض لمحاولات اختراق من قبل طوائف ونحل، وهي المحاولات التي تعمل الجزائر على التصدي لها دينيا، من خلال الأئمة، وتحدث عن محاولات لإقحام الجزائريين في حرب ليست حربهم، في إشارة إلى المنشورات التي تنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي محاولات –قال عنها الوزير- أنها تسعى لبث الفكر الطائفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع الوصاية إلى التفكير في إنشاء إذاعة الكترونية، وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أنه دعا الأئمة لاستحداث حسابات لهم على الفايسبوك والتويتر، لمجابهة الحرب الإلكترونية مثلما أسماها. واعتبر الوزير، بأن الجزائر أصبحت بشهادة عديد الدول مثالا يحتذى به في مكافحة التطرف والغلو، وقال محمد عيسى، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية قررت إيفاد بعثة تضم ستة أئمة لتكوينهم بالجزائر والاستفادة من التجربة الجزائرية التي أضحت مطلوبة، مشيرا إلى قيام الجزائر بتكوين أئمة دول الساحل وإخضاعهم لدورات تكوينية في مكافحة التطرف والعنف، وقال بأن التجربة الجزائرية أصبحت مطلوبة من قبل عدة دول على غرار بريطانيا وفرنسا إضافة إلى ايطاليا، حيث سيتم توقيع اتفاقية بهذا الخصوص. وأشار محمد عيسى، بأن مكافحة التطرف الديني في الجزائر عرفت تحولا جذريا بعد إقرار الرئيس بوتفليقة سياسة السلم والمصالحة الوطنية، بعدما كانت خلال سنوات المأساة ترتكز على مهاجمة الإرهابيين ونعتهم بالخوارج، وهي السياسة التي لم تسمح بمعالجة جذور التطرف. ورد الوزير على بعض الفتاوى التي حرمت الاحتفال بالمولد النبوي واعتبرتها بدعة في المجتمع، وقال محمد عيسى، أن الاحتفال بمولد الرسول الكريم ليس "احتفالية الصوفية والقبورية" بل إحياء السيرة النبوية التي تعد صمام الأمان ضد أي انحراف طائفي، وقال الوزير بأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس بحاجة إلى فتوى أو رأي ديني. من جانب أخر، أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، عن إنشاء المجمع الفقهي الإسلامي المالكي، في ديسمبر المقبل، مشيرا إلى أنه ليس هيئة للفتوى وإنما أكاديمية للأبحاث، وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن المجمع الفقهي الإسلامي المالكي عبارة عن حلقة من العلماء الخبراء ذوو مقاييس عالمية، معلنا أن هذه الأكاديمية تتم فيها الأبحاث وستسمح بالبحث في القضايا التي تشغل الرأي العام ومؤسسات الدولة. وقال الوزير إن المجمع لن تصدر منه الفتوى لأن هيئة الإفتاء موجودة في المجلس الإسلامي الأعلى بالنسبة لأجهزة الدولة وفي المجالس العلمية بالنسبة لمجموع المواطنين، مشيرا إلى أن هؤلاء سيغرفون من جهد العالم الرصين ومن أحسن خبرة وطنية الموجودة في المجمع. كما اعتبر وزير الشؤون الدينية ما حدث مؤخرا في مصر أن الإرهاب لا دين له فهو يستهدف الحياة الآمنة و لا يحدد المكان الذي يريد ضربه ، فهناك فوضى عالمية مخطط لها لإعادة تشكيل الخريطة الدينية و الجيوسياسية. و قال إن الإسلام مستهدف ، مشيرا إلى أن التشدد و الذهنيات في تصرفاتنا سهلت للغرب أن كل ما يفعل ناتج عن الإسلام و بالتالي شوّهت صورته، مذكرا بأن الجزائر قد مرت على مراحل صعبة خلال العشرية السوداء من آثار العمل الهمجي، معلنا أنه يجب الرجوع إلى الدين السمح. و أوضح الوزير أن الإرهاب الذي ضرب مسجدا صوفيا في مصر يدل على التوظيف الطائفي، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو تقسيم المسلمين.