يعد التوحيد الشامل في مختلف المجالات "عاملا لا غنى عنه" في إصلاح الأمم، حسب ما أعرب عنه يوم السبت بقسنطينة نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عمار طالبي. و أوضح ذات المحاضر في مداخلته خلال الملتقى الدولي الموسوم "تفعيل العقيدة الإسلامية في الاستنهاض الحضاري" المنظم من طرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالتنسيق مع الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين (فرع تونس) بقاعة المحاضرات الكبرى لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أن التوحيد يخص أيضا جمع شمل الأمة من خلال على وجه الخصوص توحيد مناهج الأعمال و السياسات و التصورات حول العقيدة الإسلامية، مما سيكون له تأثير إيجابي ûكما قال- على المسلمين و صلاح أمورهم مردفا بأن جميع هذه المعطيات "وردت في النص القرآني". و استشهد ذات المحاضر الذي شغل في وقت سابق منصب مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بتجربة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بداياتها تحت قيادة رائد الإصلاح في الجزائر عبد الحميد بن باديس الذي أنشأ في عهده مدرسة أخلى فيها قلوب الجزائريين من الخرافات و الشعوذة و حارب جميع أولئك الذين كانوا يحاولون طمس معالم اللغة العربية و الدين الإسلامي الحنيف معتمدا على النص القرآني و السيرة النبوية. من جهته أفاد عبد العزيز شلي مدير الملتقى و رئيس مكتب الولائي بقسنطينة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بأن موضوع هذا الملتقى الدولي الذي يشهد مشاركة أساتذة و باحثين من الجزائر و من تونس و المغرب و قطر يشمل بعمق "الواقع الإسلامي الحالي" و سيحاول على مدار يومين إيجاد حلول لإشكالية تطرح نفسها بحدة في الأمة الإسلامية "السبيل لتفعيل العقيدة الإسلامية". و أردف أن "العقيدة الإسلامية ساهمت في وقت سابق في تكوين أمة عظيمة أضحت في الوقت الراهن تعيش حالة من التقهقر" مما يستجوب -حسبه- "إعادة تفعيل تلك العقيدة من خلال وضع آليات كفيلة بالنهوض بالأمة مع الاستلهام من تجربة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين". و تم خلال هذا الملتقى الذي جاء تحت شعار "عقيدتنا هويتنا" تنشيط عدة مداخلات تمحورت على وجه الخصوص حول "تلازم الإيمان و العمل الصالح" و "الطاقة الحضارية في العقيدة الإسلامية" و "فلسفة المعتقد في البناء الحضاري" مع فتح باب النقاش أمام الحضور. تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذا الملتقى ستتواصل يوم غد الأحد لتتوج بعديد التوصيات.