أكد وزير الاتصال, جمال كعوان, اليوم الأحد بالجزائر العاصمة, أن الإعلام الوطني لعب "دورا محوريا" في تعزيز العمل العسكري وتوعية الشعب والتعريف بقضيته على الصعيد الدولي عبر مختلف محطات المقاومة والنضال التحرري للجزائر. وقال السيد كعوان في منتدى جريدة الشعب بمناسبة الذكرى أل 55 لتأسيسها: "لقد لعب الإعلام الوطني عبر مختلف محطات المقاومة والنضال التحرري دورا محوريا في تعزيز العمل العسكري وفي توعية الشعب والتعريف بقضيته على الصعيد الدولي", مضيفا في نفس الإطار أن الإعلام الحديث في الجزائر "يستمد جذوره ومقوماته من رصيد عريق ومشرف صنعته أقلام حرة اصطفت إبان الحركة الوطنية إلى جانب المطلب التحرري وساهمت في التوعية والتنوير باتجاه إعلان الثورة المسلحة". وذكر أن إعلام الثورة "نشأ غداة النضالات الأولى للحركة الوطنية, فكان بمواقف رجاله الحصن المتين للدفاع عن قضايا شعبه في الحرية والانعتاق". وأضاف أن هذه "الروافد كانت مرجعيات صحيفة الشعب التي كان عليها أن ترافق الخطوات الأولى لبلد جريح خرج لتوه من حقبة استعمارية طويلة مريرة ومدمرة, كبير العزم على تجاوز أعباء التركة وبناء وتشييد الوطن", مبرزا أنه "بفضل إيمانهم بعدالة القضية تمكن إعلاميو الثورة, رغم الظروف المعقدة والإمكانيات الشحيحة من التصدي لمحاولات التعتيم الإعلامي الاستعماري ومن إيصال صوت الثورة ومقاومة الشعب للعالم بكامله". وأوضح إن إعلام الثورة كان بمثابة "سلاح نوعي وفعال انتصر لنضال الشعب الجزائري ضد أعتى قوة استعمارية في القرن العشرين", مشيرا إلى أن قائمة إعلاميي الثورة "اتسعت وتنوعت لتشمل صحافيين وإعلاميين من أحرار العالم وأصدقاء الجزائر الذين تضامنوا مع عدالة قضيتنا بالصوت والصورة والقلم فاضحين بذلك الوجه الاستعماري البشع ومرافعين بصدق وشجاعة عن شرعية نضالنا التحرري". ومن منطلق الواجب الوطني يقول الوزير، "انصهرت أسرة الشعب بصحافييها وكافة العاملين بها في مشروع البناء والتشييد الذي يكرس سيادة الوطن ويؤسس لديمقراطية تعيد للإنسان كرامته المهدورة", مؤكدا ان "أداء هؤلاء وأولئك ارتقى بالمهنة إلى أسمى مراتب القيم الإنسانية بما تحمله من معاني النضال والتضامن ونكران الذات, فلا يسعنا اليوم سوى أن ننحني إكبارا لتضحياتهم التي كان لها الوقع الحسن معرفيا وعاطفيا وسلوكيا وكانت أيضا مرجعية مشرفة في مسيرة الإعلام الوطني الذي يواصل أداء رسالته المهنية باحترافية ومسؤولية كبيرة". واعتبر أن ذكرى تأسيس جريدة الشعب "توافق ذكرى أخرى راسخة في ذاكرتنا الجماعية, وهي ذكرى مظاهرات ال11 ديسمبر 1960, يوم خرج الجزائريون صفا واحدا للمطالبة بالاستقلال التام والتحرر من أية تبعية, فواجهتهم قوى الاستعمار بالقمع الهمجي". وخلال رده على أسئلة الصحفيين, أكد وزير الاتصال ان حرية التعبير والصحافة في الجزائر "مدسترة ولا رجعة فيها", مبرزا على أن دفتر الشروط الخاص بإنشاء قنوات تلفزيونية خاصة "لايزال قيد الدراسة". وبخصوص إنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة, أوضح السيد كعوان أنها توجد "قيد التحضير" . وفي رده عن سؤال يتعلق بمنع بعض الصحافيين من تغطية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الجزائر يوم الأربعاء الفارط, قال الوزير: "لا أحد منع الصحافيين من أداء مهمتهم بدليل حضور الصحافة بقوة لتغطية الندوة الصحفية التي نشطها الرئيس الفرنسي خلال هذه الزيارة".