شهدت المواقع السياحية المنتشرة عبر ولاية غرداية خلال نهاية السنة توافدا للسياح الوطنيين. وقد تدفق أكثر من 3.000 سائح وطني خلال نهاية شهر ديسمبر على سهل ميزاب ومنطقة سبسب والمنيعة جنوبا، والمحطة الحموية زلفانة (70 كلم جنوب/ شرق غرداية)ي حسبما ذكرت مصالح السياحة . ويفسر هذا الاهتمام المتجدد بالقطب السياحي بغرداية بأجواء السكينة والطمأنينة السائدة بهذه المنطقة المعروفة بثرائها الطبيعي وتراثها المعماري والثقافي، والذي تم تصنيف جزء كبير منه من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منذ 1982 تراثا عالميا، وهذا إلى جانب انتشار لواحات النخيل التي تتوفر على مرافق إقامة ومنازل تقليدية التي يفضلها السياح على وجه الخصوص، كما أشير إليه . وبرأي عبد القادر بن خليفة، مسير مركب فندقي بغرداية ، " أن هذه الحركية السياحية والتدفق الكبير للسياح الوطنيين على المنطقة خلال هذه العطلة، سمحت بتدارك النشاط البطيء التي يمر بها قطاع السياحة والصناعة التقليدية، والذي مسته انعكاسات الوضعية السائدة في العالم ي وغياب السياح الأجانب". " نعيش هذه السنة ظاهرة استثنائية والتي تتمثل في التدفق الكبير للسياح الجزائريين مع عائلاتهم خلال هذه العطلة المدرسية الشتوية على منطقة غرداية"، كما أشار من جهته حاج لخضر، مسير أحد الفنادق . واعتبر ذات المتحدث في تصريح ل"وأج" أن " السياحة الداخلية تعد بمثابة متنفس للمتعاملين في السياحة بالجنوب "، مبرزا أهمية دور هذه السياحة في الحركية التنموية . وذكر ذات المسير " أن هذه الفضاءات ما انفكت تستقبل على مدار اليوم، خلال عطلات نهاية الأسبوع زائرين من مختلف الأعمار الباحثين عن الراحة بعيدا عن ضوضاء المدينة" . كما يستغل شباب جامعيين هذه العطل لاستكشاف تاريخ وحضارة منطقة وادي ميزاب من خلال جواهرها المعمارية، سيما منهم النشاطين في مجال الهندسة المعمارية الذين يقومون بدراسة بعض الواجهات المعمارية للقصور والمواقع والمعالم التي تمتد جذورها في أعماق تاريخ ثري وقديم. "ويبشر هذا التدفق الكبير للزوار بموسم سياحي مواعد للمنطقة "، كما ذكرت مصالح السياحة التي أكدت أن كل الوسائل الضرورية قد جندت من أجل ضمان إقامة مريحة لضيوف غرداية .