يعقد مجلس الأمن الدولي يوم الخميس, اجتماعا مغلقا لبحث إمكانية وقف إطلاق النار لدواع انسانية في سوريا لمدة شهر في محاولة لكسر الجمود أمام الهيئات الدولية وتمكينهم من ولوج مناطق النزاع لإيصال المساعدات الاولية والحيوية للمتضررين من الأعمال القتالية التي شهدت مؤخرا تصعيدا لا سابق له مخلفة المزيد من القتلى والمصابين ناهيك عن تدمير البنى التحتية للمدن فيما لا يزال شمال سوريا يشهد هو الآخر وضعا متوترا في ظل تواصل القصف التركي على مواقع الاكراد في مدينة عفرين. وجاء عقد اجتماع مجلس الامن بعد طلب من دولتي السويد والكويت امس الاربعاء من أجل التشاور حول السبل الكفيلة بتمكين الهيئات الدولية لايصال المساعدات الانسانية الى المتضررين حيث أبدى المندوب السويدي اولوف سكوغ "قلق بلده خصوصا جراء الهجمات المستمرة على المدنيين والمنشآت المدنية لا سيما منها المستشفيات الامر الذي تسبب في نزوح مزيد من السكان". وندد الدبلوماسي السويدي ب"عدم احراز أي تقدم يتيح للأمم المتحدة وشركائها دخول المناطق المحاصرة", معتبرا ان وقفا لاطلاق النار لدواع انسانية سيجيز تسليم مساعدات اولية حيوية وإجلاء مئات المرضى الذين يحتاجون الى علاج طارئ. وبدوره قال نائب المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة فرحان حق في تصريح صحفي عن تكثيف الأممالمتحدة لاتصالاتها مع مختلف أطراف النزاع في سوريا من أجل وقف الاعمال العدائية في الغوطة الشرقية وأكد النائب المتحدث باسم الامين العام في تصريحاته في مقر المنظمة على "ضرورة استجابة جميع الاطراف لدعم الاممالمتحدة في وقف أعمال الإقتتال وأردف قائلا سوف نرى الى اين يسير الوضع بعد ذلك حيث يحتاج أكثر من 13 مليون شخص في سوريا لمساعدات انسانية للبقاء يشمل أكثر من ستة ملايين نازح داخل سوريا. وكان ممثلو منظمات الأممالمتحدة التي تتخذ مقرا في دمشق في بيان مشترك يوم الثلاثاء إلى "وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد للسماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية, وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى". --خلق بؤر توتر جديدة في سوريا يزيد من تأزم الوضع الانساني لملايين المدنيين المحاصرين-- تشهد سوريا يوميا فتح جبهات جديدة للاقتتال بين مختلف الاطراف المتنازعة في البلد, فبينما تتواصل الاعمال العدائية في مدينة إدلب والغوطة الشرقية بين قوات الجيش السوري ضد فلول المسلحين في محافظة إدلب فتحت قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية اليوم النار من جديد على قوات مساندة للقوات الحكومية السورية في شمال وشرق البلاد, بينما تواصل القوات التركية من جهتها حربها الدائرة ضد القوات الكردية في مدينة عفرين شمال سوريا مما أثار "قلقا أمميا" من تدهور الوضع الانساني لآلاف المدنيين العالقين في مناطق النزاع. وأعرب في السياق, مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن "قلقه" بشأن سلامة وحماية مليوني شخص عالق في محافظة أدلب مبرزا أن تقارير أفادت أن القصف الجوي لليوم الثالث على التوالي في أنحاء المحافظة تسبب في مقتل وإصابة مدنيين وإلحاق أضرارا جسيمة بالمنشآت الطبية والمدارس وغيرها. وأشار إلى أن القصف الجوي وإطلاق القذائف أدى خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية إلى "مقتل عشرات المدنيين وإصابة الكثيرين بجراح, فيما لاتزال أكثر من 1200 مدرسة في إدلب مغلقة, بسبب استمرار العنف بما يؤثر على آلاف الطلاب". كما لفت إلى تواصل تصاعد القتال في الغوطة الشرقية في التأثير على المدنيين وبنيتهم الأساسية في المنطقة المحاصرة. ومن جهة أخرى, وجه التحالف الدولي اليوم ضربات جوية ضد مواقع للقوات النظامية في شمال وشرق سوريا, مما تسبب في مقتل العشرات. وهو الهجوم الذي شهد تنديدا من قبل السلطات الروسية الذي إعتبرته "عدوانا لا سابق له" مضيفة على لسان النائب الاول للجنة الدفاع والامن في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش ان أعمال التحالف لا تتفق مع القواعد القانونية ولا شك في أنها "عدوانا". وقال المسؤول الروسي ان القوات الامريكية متواجدة في سوريا "بشكل غير شرعي " مضيفا أنه لا يرى خطرا لوقوع المواجهة العسكرية المباشرة بين التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة من جهة والقوات الروسية المرابطة في سوريا من جهة أخرى . ولم تتوقف تركيا من جهتها في زحفها ضد مواقع الاكراد في شمال البلاد لا سيما في مدينة عفرين بالرغم من الدعوات الدولية والسورية بعدم شرعية تدخلها في سوريا حيث جددت اليوم التأكيد على لسان حامي أقصوي الناطق باسم وزارة الخارجية التركية عزمها إستخدام حقها المشروع في الدفاع عن نفسها حتى النهاية" من خلال مواصلة عملية "غصن الزيتون" بمدينة عفرين شمال سوريا. ويواصل الجيش التركي منذ 20 يناير الماضي عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيم "داعش" الارهابي و"ب ي د/ بي كاكا" التي تصنفها تركيا بالارهابية شمال سوريا. وكانت السلطات السورية قد انتقدت بشدة التدخل التركي في الشمال واعتبرته "عدوانا صارخا" ضد سيادتها الوطنية, وقالت أن التدخل العسكري التركي يعد تعد "على سلامة أراضيها ويشكل إنتهاكا لأحكام الميثاق الخاص بالأممالمتحدة". واعتبرت دمشق أن وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضيها دون موافقتها الصريحة "عدوان واحتلال" وسيتم التعامل معه على هذا الأساس وطالبت "بعدم السماح لأي دولة باستخدام القوة على نحو يتعارض مع القانون الدولي أو بالاعتداد بالميثاق لتبرير أفعالها العدوانية وعدم جعل الميثاق رهينة بيد هذه الدول لتفسره وفق مصالحها الضيقة التي تتناقض مع نص وروح الميثاق". وكانت الأممالمتحدة قد حذرت من نزوح جديد للمدنيين في مدينة عفرين وأشارت إلى أن ما يصل إلى 380 عائلة وصلت حتى الآن إلى القرى المحيطة وأحياء مدينة حلب في حين شرد الآلاف من الناس داخل عفرين.