يعيش المشهد الميداني في سوريا تطورات متسارعة, لا سيما في الجزء الشمال الغربي للبلاد, وتحديدا بمنطقة "عفرين" التي تواصل فيها القوات التركية منذ 20 يناير المنصرم, عملية عسكرية أطلق عليها"غصن الزيتون", و التي خلقت "بيئة خصبة" لتضارب نفوذ و مواقف قوى إقليمية ودولية بما ساهم في تصعيد الوضع وإطالة أمد التسوية السياسية للأزمة السورية, بينما تتزايد المخاوف بشأن تبعات الوضع على الجانب الانساني. فالعملية العسكرية التركية التي تسير بتعاون مع فصائل "الجيش السوري الحر" المعارض للحكومة السورية ضد مقاتلي "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي المتمركز في "عفرين" خلفت منذ انطلاقها, مقتل واعتقال 616 مسلحا من تنظيم حزب العمال الكردستاني (المحظور في تركيا) و ذراعه (وحدات حماية الشعب الكردية) في سوريا وتنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية (داعش) الارهابي , حسبما اعلنته رئاسة الأركان التركية الاثنين الماضي. و اوضحت مولر امام مجلس الأمن الدولي بان "6.1 مليون شخص شردوا داخل سوريا و5.5 مليون شخص فروا من الصراع إلى الدول المجاورة". و اعربت عن قلقها الخاص بشأن سلامة وحماية المدنيين المحاصرين بسبب أعمال العنف شمال غرب سوريا, مشيرة الى ان الغارات الجوية والقتال في إدلب جنوبسوريا وحماة شمال البلاد أسفرت عن نزوح أكثر من 270 الف شخص. واضافت المسؤولة الاممية بأن المخيمات المخصصة للنازحين "وصلت إلى أقصى طاقة لها الأمر الذي أجبر النازحين على السعي إلى العثور على مأوى في 160 مخيما مؤقتا , ولا تزال الهجمات على المنشآت الطبية والبنية التحتية الحيوية مستمرة , حيث تقول التقارير ان 16 هجوما على الاقل استهدف منشآت الرعاية الصحية خلال شهر ديسمبر وحده". وقالت مولر انه علاوة على ذلك فإن الأممالمتحدة تراقب عن كثب الوضع في عفرين السورية القريبة من الحدود التركية التي تشهد اشتباكات حاليا حيث يعيش في تلك المنطقة أكثر من 300 الف شخص , موضحة ان الأممالمتحدة وشركاءها "لم يستطيعوا الدخول إلى المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول اليها خلال شهر يناير الماضي". وفي الشهر الماضي وصلت قافلتان فقط إلى مناطق يصعب الوصول اليها بينما لم تستطع الوصول إلى المناطق المحاصرة. وطالبت الأممالمتحدة بزيادة تمويل خطة الاستجابة الانسانية لسوريا لعام 2018 , حيث تتطلب 3.5 مليار دولار واتفاقية بشأن الاخلاء الطبي للمحاصرين شرق الغوطة والمناطق المحاصرة الأخرى وتحسين عمليات وصول المساعدات الانسانية. و كان مجلس الامن الدولي قد عقد الاثنين الماضي, جلسة مشاورات حول الوضع الانساني في سوريا الذي تزايدت المخاوف الدولية بشانه بعد الهجوم العسكري التركي المتواصل , في ضوء التطورات الميدانية الأخيرة بعد رصد تدفق للاجئين المغادرين لمنطقة القتال في مدينة "عفرين".