أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني اليوم الثلاثاء بورقلة أن ذكرى مظاهرات 27 فبراير 1962 يتوجب " أن تكون عبرة لتقوية تعاهد الشعب الجزائري مع الشهداء و المجاهدين و الالتفاف حول مؤسسات الدولة ". وأوضح الوزير خلال إشرافه على افتتاح ندوة تاريخية ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 56 لهذه المظاهرات الشعبية تحت عنوان " البعد الشعبي للثورة الجزائرية-منطقة ورقلة نموذجا" أنه "يتعين على شبابنا أن ينهلوا من قيم ومباديء الشهداء الذين استشهدوا من أجل جزائر حرة و مستقلة من خلال الدفاع و التمسك بقيمهم ورفع التحديات الراهنة في جميع المجالات". وقال وزير المجاهدين "أن الجيل المقبل يتوجب أن يحمل مهمة الحفاظ على الوطن على كافة المستويات، بما يضمن الاستقرار و الاستمرار في التنمية التي تقوي الوطن و تحصنه و تكرس مبادئ كل ما ضحى من أجله الشهداء" . واعتبر السيد زيتوني هذه الذكرى بمثابة ملحمة بطولية و صورة من صور التلاحم الشعبي التي جسدها سكان منطقة ورقلة الذين خرجوا سلميا يوم 27 فبراير 1962 للتعبير بالإرادة الحرة عن رفضهم لمشروع المستعمر و مؤامراته الرامية إلى عزل الصحراء و فصلها عن باقي مناطق الوطن. وسلطت هذه الندوة التاريخية التي عقدت بدار الثقافة مفدي زكرياء الضوء على البعد الشعبي لمظاهرات 27 فبراير 1962 التي كانت مدينة ورقلة مسرحا لها وجاءت تعبيرا صريحا للرفض الشعبي لسياسة الاحتلال الفرنسي بخصوص المساس بوحدة التراب الوطني . واستعرض متدخلون محطات من مقاومة سكان ورقلة للاستعمار الفرنسي وحول مظاهرات 27 فبراير 1962 باعتبارها موقفا شعبيا داعما للوحدة الوطنية . كما تم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول هذه المظاهرات الشعبية التي امتدت إلى مدينة تقرت ثم إلى الطيبات و أسفرت عن استشهاد عديد المواطنين، بالإضافة إلى جرحى في صفوف المتظاهرين. وقبل ذلك أشرف وزير المجاهدين رفقة الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين والسلطات الولائية وأفراد الأسرة الثورية على مراسم الترحم على أرواح الشهداء الأبرار بالنصب التذكاري بساحة 27 فبراير 1962 المقابلة لمقر بلدية عاصمة الولاية. وتابع مسرحية من إعداد محافظة الكشافة الإسلامية للجزائر العاصمة حول مظاهرات 27 فبراير 1962ي قبل أن يشرف على مراسم تعليق على مبنى مقر بلدية ورقلة قطعة كبيرة الحجم من القماش حملت صورة المجاهد الشطي الوكال الذي استشهد في هذه المظاهرات التاريخية. واطلع أيضا على معرض للكتاب التاريخي من تنظيم المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954. كما أشرف وزير المجاهدين خلال الاحتفالات بهذه الذكرى التاريخية على مراسم الترحم على أرواح الشهداء الطاهرة بمقبرة الشهداء لمدينة ورقلة، قبل أن يستمع بالمتحف الولائي للمجاهد إلى شروحات مستفيضة حول نشاط هذه المؤسسة و ما تشتمل عليه من أجنحة تؤرخ لمآثر الثورة التحريرية المجيدة. ونظمت في إطار الاحتفالات بالذكرى ال 56 لمظاهرات 27 فبراير 1962 بورقلة عديد الأنشطة التاريخية والثقافية والفنية.