أدان المجتمع الدولي ،الغارات التي نفذها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة والتي استهدفت مواقع في سوريا على غرار مركزا للبحث قرب العاصمة دمشق و موقعين عسكريين قرب حمص، فجر اليوم السبت، واعتبرته "انتهاك سافر للقانون الدولي" وتعديا على سيادة ووحدة الأراضي السورية واستقلالها. وذكر بيان القيادة العامة للجيش السوري، إن "عدوانا ثلاثيا غادرا نفذته في الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من فجر اليوم الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا و فرنسا، عبر إطلاق حوالي مائة و عشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها". كما أكد كونستانتين كوساشيف، رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن الرد الروسي على الهجوم الثلاثي على سوريا يجب أن يكون "قانونيا و ليس عسكريا"، موضحا أن الغارات "مادامت لم تصب المواقع والمنشآت العسكرية الروسية في سوريا، فيجب أن يكون الرد عليها قانونيا وليس عسكريا". و أكدت الصين من جانبها معارضتها لأي استخدام للقوة في العلاقات الدولية ومطالبتها باحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول الأخرى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ خلال مؤتمر صحفي تعليقا على الغارات التي استهدفت سوريا "إن أي إجراء عسكري أحادي الجانب يتجاوز مجلس الأمن يتعارض مع غرض ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة وينتهك مبادئ القانون الدولي والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية" وسيزيد من تعقيد الأزمة في سوريا. و أعربت الجزائر عن تأسفها للتصعيد العسكري الذي يشهده الوضع في سوريا عقب الضربات التي شنتها الولاياتالمتحدة و حلفائها، حيث أكد الوزير الأول أحمد أويحيى أن هذه الضربات أتت في الوقت الذي كان المجتمع الدولي ينتظر بعث هيئة للتحقيق في المعلومات على الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا. و أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة ما يحدث في سوريا على يد التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، وقالت الوزارة في بيان لها، أن هذا الهجوم يعد "انتهاكا واضحا للقوانين الدولية ويقوض سيادة ووحدة سوريا"، مضيفة أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها هاجموا سوريا "دون دليل على استخدام أسلحة كيميائية، وهم مسؤولون عن مغامرتهم". ومن جهته، اعتبر العراق أن ما حدث في سوريا "تصرف خطير، من شأنه تهديد أمن واستقرار المنطقة". وذكرت وزارة الخارجية العراقية أنها "تعرب عن قلقها من الضربة الجوية التي استهدفت الجارة سوريا"، وتعتبر هذا "التصرف أمرا خطيرا جدا لما له من تداعيات على المواطنين الابرياء. و حذرت الوزارة من ان "عملا كهذا من شأنه أن يجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة تهدد أمنها واستقرارها وتمنح إلارهاب فرصة جديدة للتمدد بعد أن تم دحره في العراق وتراجع كثيرا في سوريا". كما جدد الأردن اليوم، تأكيده على ان الحل السياسي هو "السبيل والمخرج الوحيد للازمة في سوريا، وبما يضمن استقرار ووحدة أراضيها وأمن شعبها". كما أعربت مصر عن قلقها البالغ على سوريا لما "ينطوي عليه من آثار علي سلامة الشعب السوري الشقيق ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها". وعبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عن "تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه من خلال توافق سياسي جامع لكل المكونات السياسية السورية". وبدوره أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن الوضع في سوريا، يضع المنطقة في وضع مأزوم، مشيرا إلى أن هذا العدوان "لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا التي دخلت عامها الثامن بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري". وجدد عون التأكيد على أن لبنان يرفض أن تستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية موضحا أنه "يرى في التطورات الأخيرة جنوحا إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة التي تشهدها سوريا مع ما يتركه ذلك من تداعيات على الأوضاع في المنطقة".