كما كان متوقعا، لم ينبس ملك العربية السعودية، سلمان بن عبد العزيز، في القمة العربية التي عقدت في بلاده، بأي كلمة على العدوان الغربي على سوريا، وهي بلد عربي، تعرض لغارات عسكرية، من قبل واشنطن، وفرنسا، وبريطانيا، خرجة الملك قرأها البعض على أن الرياض ليست موافقة على ضرب سوريا فقط، بل هي التي قامت بتمويل هذه الضربة، حسب ما كشفته العديد من التقارير الإخبارية العربية والعالمية، خاصة وأن العدوان الذي شاركت فيه فرنسا، سبقته زيارة محمد بن سلمان إلى باريس، أين تناقشا مع إيمانويل ماكرون القضايا والمواضيع المشتركة التي تهم البلدين وخاصة الوضع في الشرق الأوسط ولا سيما سوريا، ثلاثة أيام قبل من الغارة. خلال كلمته الافتتاحية لاجتماع القمة العربية في الظهران، استعرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أهم قضايا العالم العربي، دون أن يعرّج بالمطلق على الأزمة السورية. وشدد الملك سلمان على أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وأشار إلى ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه، مؤكدا أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية. وفي الشق اليمني، دعا الملك سلمان إلى ضرورة حل الأزمة اليمنية ووصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها، مؤكدا التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله. وأعرب عن ترحيبه بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق الحوثيين الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على المدن السعودية. وفي الشأن الليبي، قال العاهل السعودي إن دعم مؤسسات الدولة الشرعية والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية. ولم يهمل الملك سلمان جاره الفارسي، وجدد الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة، وأعرب عن رفضه تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية. ومما استوقف المراقبين، غياب الملف السوري عن خطاب الملك، خاصة وأنه جاء غاداة العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سوريا. وتساءل المراقبون عن دلالات هذا الموقف المفاجئ، وعمّا إذا كان يؤشر إلى توجه السعودية نحو النأي بالنفس عن أزمة سوريا، بعد فشلها المتكرر في فرض أجندتها وشروطها، وخسارة معظم أوراقها وأدواتها على الساحة السورية. ويرى بعضهم أن النتائج العسكرية والسياسية المتواضعة التي حققتها الضربة الثلاثية على سوريا، ربما أفقدت الرياض الأمل في آخر رهان لها على تغيير المعادلة السورية عبر التدخل العسكري الغربي. ومما عزز الانطباع بوجود عقدة ما في الموقف السعودي تجاه سوريا، هو أن بقية الزعماء العرب والمشاركين في اجتماع الظهران لم يهملوا سوريا، وأكدوا على ضرورة تفعيل جهود التسوية السياسية هناك، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوري في محنته. بوتين يوجه رسالة إلى القادة العرب المجتمعين في السعودية أكد الرئيس فلاديمير بوتين، في رسالة وجهها للقمة العربية المنعقدة في السعودية، استعداد روسيا للتعاون مع جامعة الدول العربية من أجل ضمان الأمن الإقليمي. وأعرب بوتين في الرسالة التي نشرت على موقع الكرملين عن أمله في أن تتمكن روسيا والدول العربية في مرحلة ما بعد دحر القوى الأساسية ل داعش في سورياوالعراق، من الإسهام سوية في تفعيل عمليات التسوية السياسية وإعادة الإعمار وحل المشكلات الإنسانية الملحة في هذين البلدين. ودعا بوتين إلى ضرورة الاستمرار في محاربة الجماعات الإرهابية، مع الاحترام الصارم لسيادة الدول العربية ووحدة أراضيها. وشدد الرئيس الروسي على عدم إمكانية تطبيع الأوضاع في الشرق الأوسط بصورة مستدامة دون إيجاد حلّ جذري للقضية الفلسطينية. وفي هذا السياق، أكد بوتين ثوابت الموقف الروسي المتمثلة في ضرورة تسوية كل القضايا الخاصة بتحديد وضع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس، من خلال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، على أساس أحكام القانون الدولي المعترف بها، والتي تتضمن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الدوليين ذات الصلة، إضافة إلى مبادرة السلام العربية. مادورو: كلاب الحرب هم المستفيدون من العدوان على سوريا اعتبر الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن العدوان الثلاثي الغربي الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا فجر السبت، ليس إلا عملا إجراميا. وقال مادورو في لقاء بثه التلفزيون الحكومي: نحن نعتبر هذا الهجوم عملا إجراميا ضد الشعب السوري، هدفه خلق حالة من الذعر والترهيب، وتدمير المراكز العلمية في سوريا . وأضاف أن من يتحمل المسؤولية عن الضربة في سوريا هم كلاب الحرب المستفيدون من نشر الأسلحة واستمرار العمليات العسكرية بغرض التربح على حساب القتلى هناك، وقال: أنا أتساءل، كم كلف هذا القصف؟ ومن دفع ثمنه؟ . واستهدفت القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية فجر السبت، عددا من المواقع في سوريا في عملية ادعى الغرب أنها لمعاقبة دمشق على هجوم كيميائي مزعوم في دوما في الغوطة الشرقية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 71 صاروخا من أصل 103، في القصف الغربي. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن ضرب المنشآت العسكرية والمدنية السورية دون تفويض من مجلس الأمن، يعد انتهاكا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، وعملا عدوانيا ضد دولة ذات سيادة، تقف في طليعة الدول التي تكافح الإرهاب. المجتمع الدولي يدين العدوان الثلاثي على سوريا أدان المجتمع الدولي الغارات التي نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة والتي استهدفت مواقع في سوريا على غرار مركزا للبحث قرب العاصمة دمشق وموقعين عسكريين قرب حمص، فجر السبت، واعتبرته انتهاك سافر للقانون الدولي وتعديا على سيادة ووحدة الأراضي السورية واستقلالها. وذكر بيان القيادة العامة للجيش السوري، إن عدوانا ثلاثيا غادرا نفذته في الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من فجر السبت الولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا و فرنسا، عبر إطلاق حوالي مائة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها. وعلى خلفية هذه الغارات، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، أن هذه الغارات لن تزيد سوريا وشعبها إلا تصميما على الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب، مؤكدا أن العدوان على سوريا جاء نتيجة لشعور القوى الغربية الداعمة للإرهاب بأنها فقدت مصداقيتها أمام شعوبها، وأمام العالم، ولفشل الإرهابيين بتحقيق أهداف تلك الدول التي زجت بنفسها في الحرب على سوريا. وأدان المجتمع الدولي هذه الغارات على سوريا واعتبرته خرقا للقانون الدولي، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كل الدول الأعضاء إلى ضبط النفس والامتناع عن كل عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد بعد الضربات الغربية في سوريا. وقال الكرملين في بيان له في وقت سابق، ان روسيا دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الامن، لبحث في الأعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها. كما أكد كونستانتين كوساشيف، رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أن الرد الروسي على الهجوم الثلاثي على سوريا يجب أن يكون قانونيا وليس عسكريا، موضحا أن الغارات مادامت لم تصب المواقع والمنشآت العسكرية الروسية في سوريا، فيجب أن يكون الرد عليها قانونيا وليس عسكريا. وأكدت الصين من جانبها معارضتها لأي استخدام للقوة في العلاقات الدولية ومطالبتها باحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول الأخرى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، خلال مؤتمر صحفي تعليقا على الغارات التي استهدفت سوريا، إن أي إجراء عسكري أحادي الجانب يتجاوز مجلس الأمن يتعارض مع غرض ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة وينتهك مبادئ القانون الدولي والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية وسيزيد من تعقيد الأزمة في سوريا. وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة ما يحدث في سوريا على يد التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وقالت الوزارة في بيان لها، أن هذا الهجوم يعد انتهاكا واضحا للقوانين الدولية ويقوض سيادة ووحدة سوريا، مضيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها هاجموا سوريا دون دليل على استخدام أسلحة كيميائية، وهم مسؤولون عن مغامرتهم. ومن جهته، اعتبر العراق أن ما حدث في سوريا تصرف خطير، من شأنه تهديد أمن واستقرار المنطقة. وذكرت وزارة الخارجية العراقية أنها تعرب عن قلقها من الضربة الجوية التي استهدفت الجارة سوريا، وتعتبر هذا التصرف أمرا خطيرا جدا لما له من تداعيات على المواطنين الابرياء. وحذرت الوزارة من ان عملا كهذا من شأنه أن يجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة تهدد أمنها واستقرارها وتمنح إلارهاب فرصة جديدة للتمدد بعد أن تم دحره في العراق وتراجع كثيرا في سوريا. كما جدد الأردن تأكيده على ان الحل السياسي هو السبيل والمخرج الوحيد للازمة في سوريا، وبما يضمن استقرار ووحدة أراضيها وأمن شعبها. كما أعربت مصر عن قلقها البالغ على سوريا لما ينطوي عليه من آثار علي سلامة الشعب السوري الشقيق ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها. وعبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عن تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه من خلال توافق سياسي جامع لكل المكونات السياسية السورية. وبدوره أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن الوضع في سوريا، يضع المنطقة في وضع مأزوم، مشيرا إلى أن هذا العدوان لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا التي دخلت عامها الثامن بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري. وجدد عون التأكيد على أن لبنان يرفض أن تستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية، موضحا أنه يرى في التطورات الأخيرة جنوحا إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة التي تشهدها سوريا مع ما يتركه ذلك من تداعيات على الأوضاع في المنطقة. وقال النائب عن حزب فرنسا الأبية، جان لوك ميلانشون، إن الضربات الغربية على سوريا هي طريقة غير مسؤولة للتصرف ولن تحل أية مشكلة. كما قالت مارين لوبان إنه يجب الحصول على دلائل على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي. أما حزب الجمهوريين، فلم يرد بعض أعضائه المواجهة مع روسيا. مظاهرات ضد العدوان في أمريكا شهدت عدد من المدن الأمريكية، السبت، مظاهرات شعبية، احتجاجا على العدوان العسكري على سوريا، بقيادة الولايات المتحدة، وفق ما أفادت تقارير إعلامية. وذكرت التقارير نفسها أن المتظاهرين رددوا هتافات مثل ارفعوا أيديكم عن سوريا وحمل معظمهم رايات كتب عليها شعارات مثل لا لحرب أمريكية على سوريا و القصف على سوريا لا يحمي الشعب، بل يقتله ، و دعوا للسلام، بدلا من الحرب . وأدان تحالف الجواب، وهو منظمة مناهضة للحرب وداعية لحماية حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة، الغارات واصفا إياها بالعدوان كما أدان سلوك واشنطن هذا، واصفا اياه بأنه جريمة عدوان على الشعب السوري. كما قررت ولاية أوريغون غربي الولايات المتحدة تنظيم حركة احتجاجية ردا على القصف الامريكي-الفرنسي- البريطاني على سوريا، وفقا لما اعلنته منظمة السلام والعدالة في بورتلاند، وهي منظمة غير ربحية في ولاية أوريغون تدعو إلى السلام والعدالة وحماية البيئة وحقوق الإنسان في الولاية الواقعة غربي الولايات المتحدة. وأكدت المنظمة في الإعلان أن الولايات المتحدة لا تمتلك أي تفويض من الأممالمتحدة، ناهيك عن تفويض من الكونغرس (الأمريكي)، لشن حرب على الحكومة السورية، محذرة من أنه مع وجود الجيش الروسي فإن الانخراط في مثل هذا النوع من العنف المتهور أمر خطير للغاية. وفي سياق متصل، قال السيناتور تيم كاين، وهو مشرع ديمقراطي عن ولاية فرجينيا، إن قرار ترامب شن الغارات الجوية على الحكومة السورية دون موافقة الكونغرس أمر غير شرعي. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن قلقه ازاء الضربات على سوريا، داعيا إلى الالتزام بميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي حول هذه القضية. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هجوما صاروخيا على سوريا، بدعوى الرد على ما وصفته بالهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وجدد الرئيس الروسي، في وقت سابق، التأكيد أن الخبراء العسكريين الروس لم يعثروا على أي أثر لغاز الكلور أو أي مادة سامة أخرى في المنطقة التي زعمت المعارضة السورية ومعها الولايات المتحدة ودول غربية أن قوات الحكومة السورية استخدمتها في منطقة دوما بالغوطة الشرقية، واتخذها واشنطن ذريعة للاعتداء على سوريا. ونفت الحكومة السورية هذا الاتهام بشكل قاطع ودعت إلى لجنة تحقيق دولية محايدة، وبينما أرسلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خبراءها إلى سوريا لفتح تحقيق في موضوع السلاح الكيميائي، تجاهلتها مجموعة من الدول الغربية بوقاحة وشنت عملية عسكرية بدلا من انتظار نتيجة التحقيق، أضاف الرئيس بوتين.