استمتع الجمهور الذي شاهد مساء أمس الخميس بالمسرح الجهوي محمد طاهر الفرقاني بقسنطينة بالعرض الشرفي لمسرحية "تيك تاك بوم" الذي اقتبسه صلاح الدين تركي عن مسرحية "العد العكسي لماكبث" للكاتب العراقي علي عبد النبي زايدي. و قد غاصت هذه المسرحية التي أنجها المسرح الجهوي بقسنطينة بالتعاون مع جمعية مسيل و أخرجها سرحان داودي بالجمهور منذ رفع الستار في عالم شخص في صراع مع الذات. و بلباس عسكري يشرع مؤدي الدور الرئيسي في هذا العمل الفني الذي تقمصه سرحان داودي في البحث عن قنبلة يعتقد أن أعداءه وضعوها بمنزله. و يفتش هذا العسكري و هو في حالة رعب و قلق كبيرة بدقة أركان منزله خلف الأثاث و تحت الكراسي بحثا عن القنبلة التي تزيد من خوفه. و في حالة هستيرية فائقة "يخلق" العسكري شخصيات عدة أحيانا تكون والدته و أحيانا أعداء خياليين و يبدأ في حوارات طويلة لكي يخفف من قلقه. و في مشاهد من الكوميديا السوداء تحاول زوجته التي تقمصت شخصيتها فايزة بيباش تهدئته و التخفيف من حالة الرعب و القلق التي تنتابه فتذكره بأسعد حدث الذي ينتظرهما عندما يرزقان بالذرية. بدوره يبادر صديقه الذي تقمص دوره صلاح الدين تركي لطمأنته لكن القلق و الخوف الذي نال من العسكري يبدو أن لا نهاية له. و يسدل الستار و العسكري منقطع تماما عن الواقع و هو يستمر في البحث عن "القنبلة". و عقب العرض صرح المخرج لوأج بأن مسرحية "تيك تاك بوم" صورت مشاهد من الحياة مشتركة ما بين العديد من المجتمعات. و اضاف بأن جولة فنية لهذه المسرحية مرتقبة عبر عديد الولايات خلال شهر رمضان المقبل.