يعكف المشاركون في أشغال الورشة التدريبية الاقليمية التي انطلقت يوم الأحد بالجزائر العاصمة, على اثراء و دراسة سبل تحديد آليات متطورة في مجال المعلومات الاحصائية الخاصة بسوق العمل في البلدان العربية باستعمال التكنولوجيات الحديثة, وذلك في اطار تجسيد مشروع الشبكة العربية لمعلومات سوق العمل. ويهدف هذا اللقاء الذي تنظمه منظمة العمل العربية بالتنسيق مع وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي على مدى يومين, الى الخروج بجملة من التوصيات حول تحديد الطرق والأساليب المتطورة التي من شأنها تزويد الشبكة العربية لمعلومات سوق العمل بالبيانات الاحصائية اللازمة وكيفيات اعداد التقارير الخاصة بهذا المجال. ويرمي هذا الاجراء الى دعم الدراسات والاستراتيجيات المتخذة على المستوى البلدان العربية بالمعلومات الضرورية حول سوق العمل باستعمال وسائل العصرنة وذلك بغرض تعزيز الآليات الرامية الى مكافحة البطالة وترقية التشغيل واستغلال الامثل لليد العاملة المؤهلة وفقا لاحتياجات سوق العمل في المنطقة. ويشارك في هذه الورشة التدريبية الاقليمية التي تجري على مستوى ورشات عمل, الفاعلين المعنيين بتوفير المعلومة الاحصائية في مجال سوق العمل, على غرار ديوان الاحصاء بغية الحصول على معظم المعطيات المتعلقة بمجالي التشغيل والبطالة, الى جانب مشاركة ممثلين عن القطاعات الوزارية المعنية وعن منظمات أرباب العمل والمنظمات العمالية بالمنطقة العربية . ولهذا الغرض يناقش المشاركون في هذه الورشة التدريبية مختلف آليات التنسيق في مجال تبادل المعلومات حول أسواق العمل في المنطقة للمساهمة في التزويد الدوري للشبكة العربية حول أسواق العمل بالمعلومات الضرورية في هذا المجال. و في كلمة له خلال افتتاح أشغال هذا اللقاء, جدد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي, مراد زمالي, "حرص الجزائر على دعم وتعزيز التعاون" في اطار منظمة العمل العربية من أجل استكمال انشاء مشروع الشبكة العربية لمعلومات أسواق العمل والاهتمام بتبادل المعلومات للاستناد اليها في اتخاذ القرارات المناسبة وفتح حوار للتعرف على آراء الشباب والأدوار التي يرغبون القيام بها لخدمة مجتمعاتهم. وأضاف الوزير أن الجزائر "قامت, تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة, بعمل جبار فيما يخص عصرنة المرافق العمومية بإدخال التكنولوجيات الحديثة وتأهيل وعصرنة الهياكل", مشيرا في ذلك الى المرفق العمومي للتشغيل على غرار الوكالة الوطنية للتشغيل. وأكد السيد زمالي أن هذه الاجراءات سمحت ب"تعزيز القدرات في رصد وتحليل البيانات وعصرنة النظام معلومات سوق العمل وتحيين المدونة الجزائرية للمهن والوظائف", مبرزا أن هذه المعلومات تسمح للقطاعات بتوجيه نظم التكوين لتوفير "يد عاملة مؤهلة تستجيب لاحتياجات سوق الشغل". من جهة أخرى, أكد الوزير أن تنظيم هذه الورشة التدريبية الاقليمية يهدف الى التعرف على آليات المنظومة المعلوماتية للشبكة والتدريب على طرق وأساليب تزويد الشبكة بالبيانات والمعلومات اللازمة حول سوق العمل وذلك من خلال التعاون مع منتجي البيانات الاحصائية. من جهته, أكد المدير العام لمنظمة العمل العربية, فايز علي المطيري, على "الحاجة الى تطوير العمل الاحصائي العربي لمواكبة أحدث التجارب وذلك بخلق آلية متطورة للقطاع الاحصائي وتوفير البيانات التي تساعد على تطوير وتحسين مؤشرات الموارد البشرية في سوق العمل العربي". وأشار ذات المسؤول الى أن منظمة العمل العربية تقوم بإعداد مشروع الشبكة العربية لسوق العمل يكون "نواة لتوفير قاعدة معلوماتية حول أسواق العمل في البلدان العربية تساهم في تحسين السياسات المرتبطة بترقية التشغيل ومكافحة البطالة التي تصل نسبتها الى 17 بالمائة في المنطقة العربية معظمها من الشباب".