شددت جامعة الدول العربية، يوم الأحد، على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي..." محذرة من أن "القضية الفلسطينية باتت تواجه منعطفا خطيرا وسط انحياز أمريكي سافر وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره وتحد غير مسبوق للمجتمع الدولي و شرعنة القوانين العنصرية". و طالب السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة، في كلمته أمام الدورة المائة لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية الذي انطلق اليوم، بتضافر الجهود العربية لتوفير الدعم اللازم لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ لسد العجز في ميزانيتها والذي بات يهدد بوقف عملياتها لدعم اللاجئين الفلسطينيين، كما يهدد الموسم الدراسي المراقب في قطاع غزة. وحذر من قرارات الإدارة الأمريكية المتلاحقة لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، بداية من قرارها الباطل ومنعدم الأثر القانوني والمرفوض عربيا ودوليا بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها.. معتبرا أن انحياز الإدارة الأمريكية لهذا الكيان أعطاه الضوء الأخضر لتنفيذ مخططاته التي تستهدف القدس عزلا واستيطانا وتهويدا مع تصعيد أنشطته الاستيطانية التي كان آخرها ما يجرى في "الخان الأحمر" و الذي يمثل نموذجا لأبشع صور التهجير والاقتلاع والتشريد لأبناء الشعب الفلسطيني. من جانبه، أكد أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، في كلمته، على ضرورة استمرار عمل وكالة /الأونروا/ في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، وفق التفويض الممنوح لها بموجب القرار (302) الصادر عن الأممالمتحدة. وقال إن قطاع غزة المحاصر منذ 11 عاما، يعاني من إجراءات وقيود على حركة البضائع والسكان تركت آثارا كارثية على أوضاعه الاقتصادية والإنسانية، مضيفا أن الحصار المستمر والعدوان المتكرر، أديا إلى انهيار البنية التحتية والخدمات العامة وخنق اقتصاده وارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب والخريجين مما يضعهم تحت خط الفقر. كما أكد أبوهولي، ضرورة تحمل المجتمع الدولي والعرب مسؤولياتهم تجاه الوكالة الدولية.. داعيا دول العالم إلى سرعة تقديم الأموال اللازمة لتغطية عجز /الأونروا/ حتى تتمكن من مواصلة تقديم خدماتها للفلسطينيين اللاجئين في مختلف أماكن وجودهم. وشدد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بضمان استمرار عمل الوكالة، إلى حين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها الشاهد الحي على استمرار مأساتهم، وعلى حجم الجريمة التي ارتكبت بحقهم، حيث إن الأزمة الحالية التي تمر بها الوكالة تتطلب تمويلا عاجلا لبرامجها وليس تقليص خدماتها وضرورة الالتزام بتغطية نسبة 7ر8 بالمائة من ميزانيتها. ويناقش المؤتمر على مدى خمسة أيام، الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لحقوق الشعب الفلسطيني والتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها وضع القدس خاصة بعد القرار الأمريكي باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها وما تبع ذلك من تحركات عربية وإسلامية لمواجهة القرار المخالف لكافة قرارات الشرعية الدولية، وما تتعرض له المدينة من هجمة شرسة. كما يناقش المؤتمر نشاط وكالة /الأونروا/ وأوضاعها المالية، حيث يتناول الوضع الخطير الذي تواجهه ويهدد بتوقف نشاطها.. ومن المقرر رفع توصياته إلى مجلس الجامعة العربية في دورته على مستوى وزراء الخارجية العرب المقرر عقدها بداية شهر سبتمبر المقبل بمقر الجامعة العربية، لتكون أساسا للقرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي الصادرة عن المجلس.