أكد رئيس البرلمان الصحراوي, خاطري أدوه, يوم الأثنين بالجزائر العاصمة أن القضية الصحراوية أصبحت تحتل مؤخرا "صدارة الاهتمام على المستوى الدولي" لاسيما منذ تعيين المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة, هورست كوهلر و الذي أعطى "ديناميكية جديدة" لمسار تسوية النزاع في آخر مستعمرة في افريقيا. وذكر خاطري أدوه خلال ندوة صحفية نشطها في اطار فوروم جريدة "لوكوريي دالجيري" بحضور سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر, عبد القادر الطالب عمر, ان القضية الصحراوية, والتي صنفتها الاممالمتحدة مسألة تصفية استعمار, "اصبحت تحتل مؤخرا صدارة الاهتمام على مستوى الاممالمتحدة و الاتحادين الافريقي و الاوروبي". واكد المسؤول الصحراوي ان الاممالمتحدة تشهد "انطلاق ديناميكية جديدة" من خلال محاولة استئناف المحادثات المباشرة بين جبهة البوليساريو (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي) والمملكة المغربية "لا سيما منذ تعيين هورست كوهلر". وجدد رئيس البرلمان الصحراوي التأكيد على أن "جبهة البوليساريو أكدت مرارا تعاونها مع المبعوث الاممي وهي على استعداد للانخراط في المفاوضات على نحو ما دعا اليه مجلس الامن الدولي". وكان هورست كوهلر قد عقد مؤخرا اجتماعا بمجلس الامن حول جولته الاقليمية الاخيرة التي تهدف الى بعث المفاوضات المتوقفة بين جبهة البوليساريو و المغرب منذ 2012. وتوقع خاطري أدوه ان يتمكن كوهلر من "التوصل الى الخلاصات اللازمة للسير بالجهود من اجل مفاوضات جدية بدون شروط مسبقة تكفل حق الشعب الصحراوي وفقا لقرارات الاممالمتحدة ". ومن جهة اخرى أعرب المسؤول الصحراوي عن تخوفه من "وضع المغرب لعراقيل امام هذه الجهود الاممية مثلما عودنا عليه في كل المحاولات السابقة" خاصة وان المغرب "لم يدل بتصريح حقيقي يمتثل فيه للارادة الدولية و الذهاب في مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو" وانه "لايزال يحاول التمسك بالشروط التعجيزية لافشال الجهود الدولية". وانتقد رئيس البرلمان الصحراوي " الاطراف التي تحمي المغرب وتؤيده لتفادي وقوعه في ضغوطات ومحاولة القفز على قرارات المحكمة الاوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الاوروبي و المغرب" موجها فى هذا السياق اصابع الاتهام الى فرنسا التي "يمكن لها --كما قال-- أن تلعب دورا كبيرا لإيجاد حل للنزاع و الوصول الى اتفاق", موجها في هذا السياق "نداء الى مجلس الامن الدولي لتحمل مسؤولياته". و حذر ذات المسؤول الصحرواي من أن "استمرار حالة الانسداد و الاحباط لدى الشعب الصحراوي سيجعل المنطقة و أوروبا عرضة للاأمن واللاإستقرار نظرا لوجود الصحراء الغربية في منطقة حساسة (قريبة من مالي و ليبيا)". وعليه اكد خاطري أدوه ان "مشاكل افريقيا قد تحل بحل النزاع الصحراوي" مستدلا بما حدث في سوريا و منطقة الشرق الاوسط حيث "انعكست الاوضاع هناك على أوروبا بتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية اليها". وفي رده على سؤال للصحافة حول زيارة هورست كوهلر البلدين المراقبين (الجزائر و موريتانيا) ضمن جولته الاخيرة الى دول المنطقة, أكد رئيس البرلمان الصحراوي أن هذا "لا يمس في اي حال بالجوهر بعكس ما يدعيه المغرب الذي يحاول ارباك مجلس الامن الدولي بمسائل غير جوهرية".