شكل تراث العلامة عبد الرحمان الثعالبي محور ملتقى علمي نظم اليوم الأحد بالجزائر العاصمة بحضور أساتذة وباحثين جامعيين قدموا تصوراتهم حول مخطوطات ومؤلفات هذه الشخصية العلمية والدينية. وتركزت المداخلات في هذا الملتقى الذي نظمته جمعية عبد الرحمان الثعالبي لترقية التراث بالمكتبة الوطنية، على منهج تفسير الثعالبي من خلال كتابه "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" الذي يعد من أشهر مؤلفات كتب التفسير. وذكر الأستاذ عصام طوالبي، رئيس الجمعية، ان الشيخ الثعالبي الذي كان موسوعيا وخاض في جميع العلوم، اتبع "منهجا مميزا" في التفسير يجمع بين "النقل والعقل". بدورهما، تطرق الاستاذان بريك الله حبيب من جامعة تندوف وبصديق عبد الكريم من جامعة وهران الى المخطوطات التراثية للشيخ الثعالبي التي يفوق عددها 200 مخطوط اغلبها غير مطبوع، مشيرين الى ان كل نسخة لها "مميزات وخصائص"وتحتاج الى "دراسة علمية معمقة". وفي ذات السياق، اعتبر الباحث سعيد جاب الخير أن العلامة الثعالبي يعد من "كبار الاقطاب في التصوف"، داعيا الى انشاء مركز بحث دراسة تراث العلامة المتواجد في المغرب العربي والمشرق وافريقيا وحتى في أوروبا مع الاهتمام بجمعه ودراسته وطبعه. كما تم التركيز على منهج الشيخ الثعالبي في تفسير القرآن الكريم وفي مجال العقل والنقل ومدى اعتماده على التفسير بالمأثور واللغة والحديث والاجتهاد في التأويل وفي قراءة وفهم النص القرآني. للإشارة يعد الشيخ الثعالبي واسمه الحقيقي بوزيد بن مخلوف من بين أكبر علماء المغرب الأوسط الذين حظيوا بشهرة كبيرة، لاسيما وأنه العلامة الذي استحق ان يكون رمزا لمدينة الجزائر التي اصبحت تعرف بمدينة سيدي عبد الرحمان.