احتضنت أدراج المكتبات مخطوطا جديدا، صدر عن دار الإرشاد، يحمل عنوان ''رياض الصالحين وتحفة المثقفين'' للشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي الجزائري (875 ه/1470م)، تحقيق وتعليق الأستاذ بريك الله حبيب لجكاني التيندوفي. ووقع الإصدار في جزأين، أولهما يضم 375 صفحة، والثاني 278 صفحة، ليتضمن عددا من الأبواب، تتطرق بالتفصيل إلى منهج الثعالبي، وتلقي الضوء على التصوف والوعظ، وأولياء الله الصالحين من حيث أحوالهم وحكاياتهم، إضافة إلى التطرق إلى أهوال أيام القيامة. وأتى في مقدمة المخطوط أن علم التصوف والوعظ والزهد من بين أهم الفنون التي خاض فيها علماؤنا وأسلافنا، وألفوا فيها العديد من الكتب والرسائل التي لازال معظمها بين دفّات المخطوطات المتناثرة بين رفوف الخزائن. وأرجع بريك الله حبيب، في تصريح ل''الخبر''، سبب اهتمامه بتحقيق وإعداد منهج الثعالبي إلى جملة من الأسباب، أهمها ما تحتويه من فوائد في جوانبها الدينية، من كثرة إيراد لآيات كريمة وأحاديث صحيحة، ونقلها الكثيرة عن أئمة السلف الصالح، من أمثال الشيخ أبو حامد الغزالي والقرطبي... وغيرهما. كما أشار المتحدث إلى أن ماهية الأسباب والدوافع التي جعلت العديد من الباحثين والمهتمين بالتراث الجزائري يغفلون عن نشر كنوز كتب الثعالبي، سبب آخر في جعله يهتم بإخراج المخطوط، مردفا ''ومساهمة في نشر التراث الإسلامي الذي يزخر بين طيّات مخطوطاته بكمّ هائل من علوم ومعارف''.