لازالت السياسة المسلطة على المعتقلين الصحراويين بالسجون المغربية تدفع بهؤلاء الى انتهاج أسلوب الاضراب عن الطعام لإسماع صوتهم, على الرغم مما يمثله ذلك من مخاطر على حياتهم التي انهكتها أصلا الوضعية التي يتخبطون فيها داخل الزنازين من اهمال ولا مبالاة و مماطلة في تلبية أدنى مطلب من مطالبهم. فقد ذكرت تقارير اعلامية ان المعتقل السياسي الصحراوي ضمن مجموعة "أكديم إزيك" المتواجد بالسجن المحلي تيفلت2, العبد المحضار خدا, في إضراب إنذاري عن الطعام يوم الاحد وذلك احتجاجا على سياسة المماطلة المتعمدة من طرف الإدارة العامة للسجون فيما يتعلق بتنفيذ التزاماتها ووعودها تجاه مطالبه المشروعة. وفي هذا الشأن, توصلت رابطة حماية السجناء الصحراويين بمعلومات من مصدر عائلي حول الإضراب الإنذاري عن الطعام والذي تعود أسبابه إلى عدم احترام الإدارة السجنية لوعودها السابقة والتي التزمت بتطبيقها منذ قرابة 12 شهرا, كان ذلك خلال تعليق العبد المحضار خدا, لمعركة الأمعاء الفارغة التي خاضها بين السادس من نوفمبر الى السابع ديسمبر من العام الماضي والمتعلقة أساسا بترحيل المعتقل السياسي الصحراوي إلى سجن قريب من سكن عائلته مراعاة للجانب الاجتماعي والظروف الأسرية الصعبة. في سياق متصل يعيش المعتقل السياسي الصحراوي ضمن مجموعة "أكديم إزيك", سيدي عبد الله أحمد سيدي أبهاه بذات السجن ظروفا اعتقالية صعبة ومهينة ناتجة عن كثرة حملات التفتيش وبطريقة مهينة واستفزازية مرفقة باعتداءات لفظية وجسدية من طرف موظفي السجن المحلي تيفلت2. ونقلت وكالة الانباء الصحراوية (واص) عن عائلة المعتقل سالف الذكر معاناته من سياسة الإهمال الطبي المتعمد واللامبالاة لحالته الصحية المتدهورة. واشارت الوكالة الى انه منذ تعليق سيدي عبد الله أحمد سيدي أبهاه لمعركة الأمعاء الفارغة بتاريخ 13 نوفمبر الماضي والتي دامت 44 يوما, أقدمت إدارة السجن المحلي "تيفلت 2" على تشديد الإجراءات عليه وبشكل متعمد إذ يتعرض باستمرار للمعاملة القاسية والتضييق من طرف موظفي السجن خلال عمليات التفتيش, إضافة لمصادرة الملابس والأغطية الخاصة به, كما لم يتلق المعتقل السياسي الصحراوي العلاج والدواء اللازمين علما أنه يعاني من عدة أمراض مزمنة خاصة على مستوى الكلى وآلام على مستوى الظهر والرجل. و تواصل مختلف ادارات سجون الاحتلال المغربية, انتهاكاتها متعددة الاشكال و الاساليب للحقوق الاساسية للمعتقلين السياسيين الصحراويين ضمن مجموعة أكديم أزيك, عبر تماديها في ممارسة سياسة الاهمال الطبي و سوء المعاملة و اللامبالاة و العزل الانفرادي, و الحرمان من البث في الشكايات التي يتقدم بها هؤلاء المعتقلين و التي تصب كلها في تمكينهم من التمتع بكافة الحقوق الاساسية كمعتقلي رأي يناضلون من أجل تمكين الشعب الصحراوي من تقرير المصير و الاستقلال. وكانت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان اعربت مؤخرا عن انشغالها العميق ازاء تدهور اوضاع حقوق الانسان بالأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية في ظل تنامي وتيرة القمع الممنهج والممارسات المشينة والمنافية لكل الاعراف والمواثيق الدولية من قبل السلطات المغربية ضد ابناء الشعب الصحراوي. جاء ذلك في تعقيب اللجنة عن أحوال المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون المغرب وكذا انتهاكات الاحتلال بحق أبناء الشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة وبالمغرب كما جرى منتصف الاسبوع الفارط بمدينتي العيون وبوجدور المحتلتين والحصار القمعي المكثف الذي ضربته القوات المغربية على شوارعهما وأزقتهما وعمليات التعنيف ضد مجموعة من المتظاهرين. فقد اقدمت تشكيلات من قوات الاحتلال المغربي باستخدام العنف ضد المتظاهرين وأغلبهم من النساء خرجوا أو كانوا ينوون الخروج للشارع والتظاهر تزامنا والنداء الذي أطلقته تنسيقية الفعاليات الحقوقية بالصحراء الغربية. كما اعتقلت اعلاميين وناشطين حقوقيين خلال هجومها هذا. وعبرت اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان عن استنكارها وشجبها الشديدين للتدخل الوحشي للأجهزة القمعية المغربية وادانتها لتنكر دولة الإحتلال للمطالب المشروعة للمتظاهرين والمنسجمة مع المواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة. وأكدت على تضامنها المطلق واللامشروط مع نضالات جميع ابناء الشعب الصحراوي بالأرض المحتلة و"المنتفضين ضد سياسة الاحتلال المغربي الدنيئة ومطالبهم المشروعة من أجل التمتع بخيرات وثروات الشعب الصحراوي التي تنهب بغير حق".