أحيت ولاية ورقلة يوم الأربعاء الذكرى أل 58 للمظاهرات الشعبية التي شهدتها منطقة منقر ببلدية الطيبات يوم 13 مارس 1962 وذلك بتنظيم أنشطة احتفالية متنوعة تحت شعار "الوفاء للشهداء". ونظمت في هذا الإطار ندوة تاريخية بمكتبة المطالعة العمومية التي دشنت بمناسبة هذه الذكرى التاريخية بقرية دليليعي (بلدية الطيبات), نشطها مجاهدون وأساتذة جامعيين والتي أجمعوا فيها أن مظاهرات منطقة منقر تعد امتدادا لمظاهرات شعبية مماثلة شهدتها ورقلة (27 فبراير 1962) وتقرت (7 مارس 1962) والتي عبر من خلالها سكان المنطقة عن رفضهم الكامل للسياسة الإستعمارية التي تستهدف الوحدة الترابية للجزائر من خلال محاولة فصل الصحراء عن باقي التراب الوطني. كما كانت هذه الأحداث التاريخية الشعبية أيضا,حسب المتدخلين, دعما للحكومة المؤقتة وللوفد الجزائري المشارك في مفاوضات إيفيان التي أفضت إلى وقف إطلاق النار. وشارك في هذه المظاهرات الشعبية العارمة كافة سكان منطقة الطيبات (منقر وبن ناصر والطيبات)، حيث كانت قد انطلقت من وسط قرية منقر باتجاه زاوية علي بن الصديق، ردد خلالها المتظاهرون هتافات تعبر عن تشبثهم بالوحدة الترابية, وتطالب باستقلال الجزائر، وتندد أيضا بسياسة فصل الصحراء عن باقي أجزاء التراب الوطني. وواجهت السلطات الإستعمارية هذه المظاهرات الشعبية بقوات عسكرية كبيرة كانت مدججة بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات والطائرات التي أمطرت المتظاهرين العزل بالقنابل والذخيرة الحية، مما أسفر عن سقوط 11 شهيدا وإصابة العشرات بجروح ، كما اعتقلت قوات الإحتلال عديد المواطنين المشاركين في هذه المظاهرة الشعبية والذين تم نقلهم إلى مركزي التعذيب بتقرت وجامعة، حسب مصادر تاريخية. ونظم بمناسبة هذه الذكرى التاريخية معرض بذات المكتبة تضمن كتب ووثائق وصور تناولت مختلف مراحل الثورة التحريرية المظفرة ، ونضالات الشعب الجزائري ضد الإحتلال الفرنسي إبان حرب التحرير المجيدة ، إلى جانب معرض آخر في حرف الصناعات التقليدية والمنتجات الفلاحية.