أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الثلاثاء من ورقلة، "الالتزام اللامحدود" للجيش الوطني الشعبي في مرافقة المرحلة الانتقالية، مشددا على أن قيادة الجيش "لن تتخذ أية قرارات لا تخدم الشعب والوطن". وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه في اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الرابعة، حيث أشرف على تنفيذ تمرين بياني بالذخيرة الحية "النجم الساطع 2019" وترأس لقاء توجيهيا مع إطارات وأفراد الناحية، أن الفريق قايد صالح شدد خلال اللقاء على "الالتزام اللامحدود" للجيش الوطني الشعبي في مرافقة المرحلة الانتقالية، مجددا التأكيد على أن "كافة الأفاق الممكنة تبقى مفتوحة من أجل إيجاد حل للأزمة في أقرب الآجال". وقال في هذا الشأن : "إنني أؤكد مرة أخرى على ضرورة انتهاج أسلوب الحكمة والصبر لأن الوضع السائد مع بداية هذه المرحلة الانتقالية يعتبر وضعا خاصا ومعقدا يتطلب تضافر جهود كافة الوطنيين المخلصين للخروج منه بسلام، ومن جهتنا فإننا نجدد التزام الجيش الوطني الشعبي بمرافقة مؤسسات الدولة، في هذه المرحلة الانتقالية، مع الإشارة إلى أن كافة الآفاق الممكنة تبقى مفتوحة في سبيل التغلب على مختلف الصعوبات وإيجاد حل للأزمة في أقرب الأوقات". وشدد في هذا السياق أن قرار حماية الشعب بمختلف مكوناته "قرار لا رجعة فيه ولن نحيد عنه مهما كانت الظروف والأحوال، وانطلاقا من متانة الثقة التي تربط الشعب بجيشه، أسدينا تعليمات واضحة لا لبس فيها لحماية المواطنين، لاسيما أثناء المسيرات، لكن بالمقابل ننتظر من شعبنا أن يتفادى اللجوء إلى العنف وأن يحافظ على الممتلكات العمومية والخاصة، ويتجنب عرقلة مصالح المواطنين". وأشار في هذا الإطار إلى ضرورة "الاحترام التام لرموز الدولة وعلى رأسها العلم الوطني، لما يمثله من رمزية مقدسة لوحدة الوطن والشعب وتضحيات الأجيال عبر التاريخ"، معربا عن "يقينه التام أن الشعب الجزائري سيكون في مستوى الصورة الحضارية الراقية التي سجلها له التاريخ ونقلتها مختلف وسائل الإعلام عبر العالم". من جهة أخرى، ذكر الفريق قايد صالح ب"الجهود المثابرة التي تم بذلها في سبيل تطوير وتحديث وعصرنة كافة مكونات القوات المسلحة"، مؤكدا على أن قيادة الجيش الوطني الشعبي "لن تتخذ أية قرارات لا تخدم الشعب والوطن". وقال في هذا الشأن: "أتمنى أن يلقى هذا النداء الصدى المنشود لدى كافة مكونات شعبنا الأبي، لأنه صادر عن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، انطلاقا من وفائها لرسالة شهداء الثورة وشهداء الواجب الوطني، ومعايشتها لمعاناة الشعب، وحرصها على بناء جيش قوي وعصري متحكم في أدق التكنولوجيات، وهو ما تحقق فعليا وميدانيا من خلال غرس قيم الولاء والإخلاص للوطن في أذهان وسلوكات أفراد القوات المسلحة، جيش محترف بتعداده وعتاده واستعداده الدائم مجهز بأسلحة متطورة، موجهة لأعداء الوطن وليس ضد شعبه، جيش لن يتخذ أي قرارات لا تخدم الشعب والوطن وحريص على أن لا تراق قطرة دم جزائري واحدة، خدمة لمصالح أطراف معادية، التي لم يعجبها الطابع السلمي للمسيرات، فالجزائر في أيدي أمينة برجال مخلصين مستعدين للدفاع عن بلادهم مهما كلفهم الثمن". وأردف قائلا: "إننا كقيادة عليا للجيش الوطني الشعبي وأمام المسؤولية التاريخية التي نتحملها، نحترم بشكل كامل أحكام الدستور لتسيير المرحلة الانتقالية، وأود أن أعيد التأكيد أن كافة الآفاق الممكنة تبقى مفتوحة في سبيل التغلب على مختلف الصعوبات وإيجاد حل للأزمة في أقرب الأوقات بما يخدم المصلحة العليا للوطن بغض النظر عن مصلحة الأشخاص، وأنه لا طموح لنا سوى حماية الوطن وبسط نعمة الأمن والاستقرار والحفاظ على سمعة البلاد، كما أرادها الشهداء الأمجاد، والله على ما أقول شهيد". =تمرين بياني بالذخيرة الحية ولقاء توجيهي مع إطارات وأفراد الناحية= وبخصوص التمرين، أوضح بيان وزارة الدفاع الوطني أنه بميدان الرمي والمناورات للقطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس ورفقة اللواء حسان علايمية، قائد الناحية العسكرية الرابعة، استمع السيد الفريق إلى عرض حول التمرين قدمه قائد القطاع العملياتي، تضمن الفكرة العامة ومراحل التنفيذ، وهو التمرين الذي شاركت فيه وحدات القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس، فضلا عن وحدات جوية من طائرات وحوامات الإسناد الناري بما في ذلك طائرة استطلاع جوي. وأشار المصدر ذاته أن نائب وزير الدفاع الوطني "تابع عن كثب مجريات التمرين الذي نفذ في ظروف قريبة من الواقع، والذي تم إجراؤه بهدف الرفع من القدرات القتالية للأفراد والوحدات، وتكثيف التعاون بين مختلف الأركانات وتحسين أداء الإطارات في تحضير وتنظيم الأعمال القتالية والتنسيق بين مختلف القوات، فضلا عن إكساب القادة الخبرة في السيطرة على الوحدات، وتمكين الأطقم من اكتساب مهارات أكثر في التحكم في منظومات الأسلحة، وهو ما ساعد في الحصول على درجة عالية من الانسجام القتالي بين الوحدات المشاركة في التمرين، مما أكد جليا القدرة التي تتمتع بها هذه الوحدات في مجال التنفيذ الناجح للمهام القتالية الموكلة، وهو ما أسهم في تحقيق نتائج جد مرضية جسدها التنفيذ الجيد لهذا التمرين الذي كلل بالنجاح التام". في نهاية التمرين، التقى الفريق قايد صالح بأفراد الوحدات المنفذة للتمرين، حيث هنأهم على "الجهود التي بذلوها خلال تحضير وتنفيذ هذا التمرين الذي كلل بالنجاح التام".