توالت اليوم الخميس الإدانات العربية والدولية للتدخل العسكري التركي في شمال شرقي سوريا، الرافضة لما أسموه ب"العدوان" على سيادة الاراضي السورية، وسط تحذيرات من إمكانية إعادة بعث الخلايا النائمة لتنظيم بالدولة الاسلامية داعش (الارهابي). وكان قد جاء إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، عن بدء معركة "نبع السلام" التركية شرق الفرات شمال سوريا ضد تنظيمي "بي كا كا/ ي ب ك" و"داعش" الإرهابيين في شمال سوريا"، موضحا أن الهدف منها يتمثل في "القضاء على الممر الإرهابي المراد إنشاؤه قرب حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في تلك المناطق". وأمام هذا الوضع، جددت الحكومة السورية موقفها الرسمي "الرافض لأي هجوم تركي على أراضيها"، يستعد مجلس الامن الدولي لعقد جلسة طارئة مغلقة اليوم لتدارس هذه العملية العسكرية الواسعة النطاق. وأدانت دمشق ب"أشد العبارات النوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية"، مؤكدة أنها تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي. وقالت إن سوريا تذكر أنه في حال إصرار تركيا على عمليتها فإنها تضع نفسها "بمصاف المجموعات الإرهابية والعصابات المسلحة ويفقدها بشكل قاطع موقع الضامن في عملية أستانا" وذلك يوجه ضربة للعملية السياسية برمتها. وكانت الجزائر من الدول العربية السباقة التي أعربت عن "رفضها المبدئي القاطع" المساس بسيادة الدول في جميع الظروف والأحوال. وجددت في بيان لوزارة الشؤون الخارجية "تضامنها الكامل" مع دولة سوريا الشقيقة وحرصها على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها الترابية. أما الخارجية الهولندية فقد استدعت السفير التركي لإدانة هجوم انقرة على القوات الكردية في شمال سوريا، بينما جاء جاء الموقف البريطاني من خلال وزير الخارجيو، دومينيك راب، الذي قال إن لديه "مخاوف بالغة" بشأن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، مضيفا في بيان له، إن "المخاطر تتضمن زعزعة استقرار المنطقة، وتفاقم المعاناة الإنسانية وتقويض التقدم الذي أُحرز في مواجهة داعش، وهو ما يتعين أن نركز جميعا عليه". وفي باريس، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان "بالعملية الأحادية التي أطلقتها تركيا في سوريا"، قائلا إنها "يجب أن تتوقف"، مبرزا ان هذه العملية من شأنها "تقويض الجهود الأمنية والإنسانية للتحالف ضد داعش، وقد تؤدي إلى الإضرار بأمن الأوروبيين". من جانبه، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا من استمرار الهجوم على سوريا قائلا إن الهجوم "فكرة سيئة" لا تدعمها الولاياتالمتحدة، ودعا أنقرة إلى حماية الأقليات الدينية. وفي رده على العدوان كشف العضوان في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمهوري ليندسي غراهام والديموقراطي كريس فان هولن، عن اقتراح يهدف إلى معاقبة تركيا بشكل صارم إذا لم تسحب قواتها من سوريا. ويفرض هذا الاقتراح على إدارة الرئيس دونالد ترامب تجميد الأصول العائدة لأعلى المسؤولين الأتراك في الولاياتالمتحدة، بمن فيهم أردوغان.