غاستيز (بلاد الباسك) - وجهت رئيسة المجموعة البرلمانية للصداقة و الاخوة الجزائر-الصحراء الغربية، سعيدة بوناب، اليوم الجمعة نداء من فيتوريا-غاستيز الى البرلمانيين و المجالس الشعبية حتى يقدموا مساهمات بناءة و فعالة في مجال تعزيز العلاقات بين البلدان التي تتقاسم نفس مبادئ العدالة من اجل التسوية السلمية للنزاعات. وخلال لقاء برلماني مشترك في برلمان الباسك نظم قبل افتتاح أشغال الدورة ال44 للندوة الاوروبية للدعم و التضامن مع الشعب الصحراوي (أوكوكو)، صرحت السيدة بوناب ان "المشاركة النوعية لبرلمانيين جاؤوا من مختلف الافاق الى هذا اللقاء تدل على الامل و ارادة جميع الشعوب في التوصل الى حل سياسي عادل و دائم و مقبول، يمكن شعب الصحراء الغربية من تحقيق حقه في تقرير المصير". وأضافت قائلة "اننا نأمل كبرلمانيين، في منح للعالم صورة اخرى غير التي تروج حاليا و التي تحتكر عليه الانقسامات و العجز السياسي و عدم القدرة على التحرك معا و الصعوبات الخطيرة التي نعيشها". وقالت ان التحولات العميقة التي تمس العلاقات الدولية توكل دورا خاصا للبرلمانيين الذين بإمكانهم، حسب البرلمانية، "ترقية تفاهم افضل بين الشعوب و تعميق العلاقات الثقافية بين المجتمعات حتى تندمج الدول اكثر فاكثر في علاقاتها". وأضافت قائلة "أن هذا الحس الانساني لازم لإقرار مناخ ثقة بين الدول" و "في هذا الكفاح من اجل السلم، نحن البرلمانيين منتخبي الشعوب لدينا مكانة هامة في الجبهة و نحتل هذه المكانة بفخر و نحن نساهم في الجهود البناءة من اجل التضامن الانساني و من اجل العدالة بالنسبة للشعوب التي ما زالت خاضعة لإملاءات الاستعمار لا سيما الصحراء الغربية". وقالت ان "الدورة ال44 للندوة الاوروبية للدعم و التضامن مع الشعب الصحراوي (أوكوكو)، تنظم في سياق دولي خاص "حامل للوعود و للأمل في عالم افضل و في نفس الوقت مثقل بالتهديدات و الشكوك". وحرصت السيدة بوناب على التذكير بان قضية الصحراء الغربية مدرجة في جدول اعمال منظمة الاممالمتحدة منذ ازيد من نصف قرن، مؤكدة ان هذا النزاع لا يمكن ايجاد حل له الا بتطبيق اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة المؤرخة في 14 ديسمبر 1960 و حلها يكمن في ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير من خلال استفتاء عادل و حر طبقا لعهدة المينورسو و المبادئ الاساسية للأمم المتحدة. وأضافت السيدة بوناب "انطلاقا من هذه القناعات، اطلب من المجالس البرلمانية تقديم مساهماتها البناءة من اجل تعزيز العلاقات بين البلدان التي تتقاسم نفس مبادئ العدالة و الانصاف و التي عليها المساهمة فعليا في تسيير شؤون العالم لا سيما من اجل التسوية السلمية للخلافات و الحوار بين الثقافات والحضارات و التعايش السلمي بين الامم". --المقاومة السلمية للشعب الصحراوي تستحق الثناء-- وحرصت البرلمانية على الاشادة اشادة قوية بالشعب الصحراوي على كفاحه السلمي ضد الاحتلال المغربي من أجل استعادة استقلاله. وأشارت قائلة "التاريخ سيحفظ الاستحقاق للشعب الصحراوي الذي يقاوم سلميا في سياسة احتلالية و يتعرض يوميا لانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان، دون نسيان حملات الاختطاف و السجن التعسفي، و المعاملات اللاإنسانية و المهينة و غير القانونية و الترحيل التعسفي للسكان و انواع اخرى من الانتهاكات في حق كرامة الصحراويين. ويذكر ان الصحراء الغربية هي اخر مستعمرة في افريقيا حيث تعتبر قضية انسانية و سياسية عادلة تم اعتمادها من طرف الدول و الشعوب و البرلمانات الوطنية و المنظمات الحكومية و غير الحكومية نظرا لشرعيتها التاريخية و القانونية. -- الجزائر ستبقى متمسكة بقناعاتها المستمدة من ثورتها المجيدة -- وبهذه المناسبة، جددت السيدة بوناب التأكيد على موقف الجزائر التي تعتبر ان انهاء الاستعمار في الصحراء الغربية يعتبر ضرورة تاريخية ملحة بالنسبة للمجتمع الدولي. وأكدت المسؤولة بالقول ان "تسوية النزاع في الصحراء الغربية تعتبر مسألة طارئة و حاسمة من اجل تحقيق الاستقرار و الازدهار و التكامل المغاربي حيث انها المنطقة الوحيدة في افريقيا التي لم تعرف هذا المسار الى حد الان". وأسردت البرلمانية بالقول ان "الجزائر ملتزمة بإعادة بعث وحدة المغرب العربي بغية تعزيز التكامل و الازدهار بالنسبة لجميع الشعوب المغاربية"، مضيفة ان الجزائر تتمسك بالمبادئ و الافكار التي تقوم عليها حقوق الانسان مثلما يمليه الاعلان العالمي للأمم المتحدة. وأكدت السيدة بوناب انه من هذا المنطق، "يجب علينا الاستمرار في دعوة المجتمع الدولي من اجل احترام صكوك القانون الدولي. يجب علينا اذا كبرلمانيين مساعدة اخواننا الصحراويين و توحيد جهودنا من اجل تكثيف و تعزيز هذه الحركة التضامنية هذه بغية السماح لهذا الشعب المحروم من حريته بتقرير مصيره بنفسه". كما ذكرت البرلمانية ان "الشعب الجزائري قد قام بثورة استثنائية قادها بفضل تضحيات مواطنين ابرياء و شهداء ابرار، كما تمكن من تحقيق هذا الانجازات التي اثارت اعجاب الشعوب بفضل التضحيات المقدمة من اجل الوطن و السيادة الوطنية والاستقلال و الحرية". وختمت السيدة بوناب مداخلتها بالقول "و من هنا، فان موقف الجزائر بخصوص مسائل تصفية الاستعمار لا سيما الصحراء الغربية يقوم على ثوابت و قناعات مستمدة من مبادئ و قيم ثورة 1 نوفمبر 1954 المجيدة".