حذرت جبهة البوليساريو من تبعات عبور "سباق إفريقيا البيئي"، الذي ورطه المغرب، للمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وأكدت احتفاظها بحقها في استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن الحقوق المقدسة للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال وللرد بحزم على أي أعمال تهدف إلى تقويض سلامة إقليم الصحراء الغربية. جاء ذلك في رسالة، نقلتها وكالة الانباء الصحراوية (واص) بعثها ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، عبر فيها عن إدانة جبهة البوليساريو لعبور "سباق افريقيا البيئي" من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية بالتواطؤ مع سلطات الاحتلال المغربية . وذكرت الرسالة بمسار الرالي الذي من المقرر أن يدخل، حسب المنظمين، إلى الصحراء الغربية المحتلة بعد غد الجمعة، وأن يمر عبر الثغرة غير القانونية التي فتحها المغرب عبر المنطقة العازلة في الكركارات، جنوب الصحراء الغربية، الاثنين القادم. واعتبرت الجبهة توريط المغرب لما يسمى ب "سباق إفريقيا البيئي" لعبور الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، مثال آخر على سوء نية المغرب واستخفافه التام بقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2494 (2019)، الذي دعا إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى زيادة زعزعة استقرار الوضع في الصحراء الغربية. التطور الجديد الذي خلقه المغرب بهدف فرض الأمر الواقع بالقوة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، أرجعه المتحدث الصحراوي إلى تقاعس الأممالمتحدة عن اتخاذ إجراءات قوية لمواجهة هذه المحاولات مما زاد من جرأة دولة الاحتلال المغربية على التمادي المتعمد في أعمالها الاستفزازية وغير القانونية وتحديها لسلطة وقرارات مجلس الأمن. وعليه يقول السيد محمد عمار "يتحتم على الأمانة العامة للأمم المتحدة وعلى مجلس الأمن تحمل مسؤولياتهما في الحفاظ على الوضع القانوني للصحراء الغربية كإقليم خاضع لعملية تصفية الاستعمار". وحملت جبهة البوليسارو، دولة الاحتلال المغربية المسؤولية الكاملة عن العواقب التي قد تنجم عن "استفزازاتها المستمرة وأعمالها المزعزعة للاستقرار، والتي تقوض بشكل خطير ليس فقط سلطة ومصداقية الأممالمتحدة ولكن أيضا إمكانية إحراز أي تقدم في عملية السلام الهشة أصلاً التي ترعاها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية". وفي هذا السياق شدد الديبلوماسي الصحراوي على أن جبهة البوليساريو "تحتفظ بحقها في استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن الحقوق المقدسة للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال وللرد بحزم على أي أعمال تهدف إلى تقويض سلامة إقليم الصحراء الغربية". وأشارت (واص) إلى أن سيدي محمد عمار بعث برسالة مماثلة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد كولين ستيوارت. ويعد تنظيم الرالي سالف الذكر، واحد من قائمة لخطوات استفزازية نفذها الاحتلال المغربي بالأراضي الصحراوية المحتلة وأثارت غضب الصحراويين والمجتمع الدولي وفي مقدمته الاتحاد الإفريقي. فقد سبق للمغرب أن قام بخطوات مماثلة لفرض سياسة الأمر الواقع، كتنظيم منتدى "كرانس مانتانا" عدة مرات بمدينتي العيون والداخلة المحتلتين، كان أخرها شهر مارس من عام 2018 على الرغم من الإدانة الدولية الشديدة والمطالبة الواسعة لمقاطعة الملتقى. ويؤكد الشعب الصحراوي وقادته ومن خلفهم الداعمين لقضيتهم أن تنظيم مثل هذه التظاهرات هو تجاهل لحقوق ومصالح هذا الشعب ولمبادئ القانون الدولي ذات الصلة المطبقة على الصحراء الغربية كمنطقة لم تقرر مصيرها.