جددت الجزائر اليوم الأحد دعوتها لكافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية للعودة سريعا الى مسار الحوار الشامل وأكدت أنها ستواصل جهودها للوصول إلى حل سياسي سلمي يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته بعيدا عن أي تدخل أجنبي. وفي إطار مساعيها أجرى وفد ليبي بقيادة السيد عبد السلام البدري محادثات مع وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، وكذا مع مسؤولين جزائريين رفيعي المستوى أمس السبت بالجزائر تمحورت حول "الأوضاع التي تشهدها ليبيا حاليا وبحث السبل لتجاوز الأزمة بالطرق السلمية بعيدا عن العنف وعن كل المحاولات لفرض حلول عن طريق القوة العسكرية والحرب". واندرجت زيارة الوفد الليبي "ضمن جهود الجزائر الرامية لتقريب وجهات النظر بين كافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية من أجل العودة إلى مسار الحوار الشامل للتوصل إلى حل سياسي سلمي يضمن سيادة ووحدة الشعب ويضع حدا للأزمة التي يعانيها هذا البلد الجار والشقيق في كنف الأمن والاستقرار، بعيدا عن أي تدخل أجنبي"، كما أوضحته وزارة الشؤون الخارجية. وما فتئت الجزائر تبذل جهودا على "أعلى مستوى عبر الإبقاء والمحافظة على جسور التواصل مع الأشقاء في ليبيا ومع كل الفاعلين وكل القوى الخيرة في هذا البلد الشقيق لتغليب لغة الحكمة والانخراط في مسار الحوار السياسي الشامل الكفيل وحده بضمان تجاوز ليبيا للأزمة التي طال أمدها". فخلال استقباله رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، جدد الرئيس تبون، التأكيد على "تمسك الجزائر بالنأي بالمنطقة عن أي تدخلات أجنبية"، كما دعت الجزائر المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى "تحمل مسؤولياتهم" و"فرض وقف لإطلاق النار". وأعقبت نداء الجزائر لوقف إطلاق النار في ليبيا دعوة كل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين من اسطنبول الى وقف الاقتتال الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة 12 يناير الجاري بليبيا. وفي خضم تسريع جهودها الدبلوماسية استقبلت الجزائر خلال الأسبوع الماضي وزراء خارجية كل من تركيا وإيطاليا ومصر. كما تلقى السيد عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، استعرض خلالها الطرفان الوضع في ليبيا و كذا آفاق السلام في ليبيا و ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة في هذا البلد الإفريقي، وقد وجهت السيدة ميركل رسميا دعوة للجزائر لحضور الندوة الدولية حول ليبيا المزمع تنظيمها في برلين، والتي قدمتها منظمة الاممالمتحدة كحل أخير. كما طالبت الجزائر "الأطراف الخارجية إلى العمل على وقف تغذية" الأزمة والكف عن تزويد الأطراف المتقاتلة الليبية بالدعم العسكري الذي يخرق الحظر على الأسلحة الذي أقرته الأممالمتحدة. وبعد هذه الدعوة، رحب غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بالدعوات الأخيرة لوقف إطلاق النار في ليبيا من قبل عدد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، مطالبا جميع البلدان ب"البقاء خارج النزاع".