دفع ظهور وانتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، السلطات المحلية بوهران، ثاني أكبر مدينة في البلاد، الى اتخاذ جميع التدابير الوقائية اللازمة انطلاقا من رفع مستوى التأهب واليقظة على مستوى نقاط الدخول البحرية والجوية وكذا بالمؤسسات الصحية. ففي ميناء وهران اين انتقلت وأج الاربعاء، تتجلى للمرء الحيطة و الحذر للوهلة الأولى اذ يلاحظ طاقم طبي مصطف على الرصيف قبل وصول الباخرة "الجزائر 2" القادمة من مرسيليا، في انتظار خروج أولى السيارات. وقد جهز الفريق الطبي بكاميرا حرارية ومقاييس حرارة بالليزر. وأكد ضابط الرقابة بميناء وهران, بعدود رشيد, أن "جميع المسافرين يمرون عبر المراقبة بالكاميرا الحرارية" مضيفا أن كل باخرة تتوفر على طبيب يتكفل بتطبيق التدابير على متنها. من جانبه, قال طبيب الباخرة, جمال بوشبابة, الذي رافق الرحلة القادمة من مرسيليا إلى وهران, أنه "تم تخصيص منطقة للحجر الصحي على متن الباخرة، لإيواء الحالات المشتبه بها" مسجلا أن مسافرين اثنين قادمين من إيطاليا سافرا في الحجر الصحي، علما أن هذا الفضاء يتسع لايواء 100 شخص مشتبه بهم صحيا. ويتم تطبيق نفس التعليمات بالصرامة ذاتها على السفن التجارية، بزيادة بعض التدابير الإضافية, وفي هذا الشأن أوضح مدير الأمن بميناء وهران, مادوني حكيم, أن معدل 11 سفينة تستقبل يوميا من جميع أنحاء العالم و يتوجب على كل واحدة منها تقديم "وثائق تتبع" لمسار كل فرد من أفراد طاقمها بالإضافة إلى قائمة آخر 10 موانئ مروا عبرها. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تحسيس حوالي 7.000 موظف بالميناء، من جميع الفئات، بالتدابير الوقائية الواجب مراعاتها كما تم تجهيزهم بالأقنعة والقفازات الواقية. وأكد المصدر عدم تسجيل أي حالة اشتباه بالاصابة بالكورونا في رحلة "الجزائر2" مرسيليا-وهران، أما فيما يتعلق بالرعيتين الإيطاليتين فقد تم إعلام المديرية المحلية للصحة والسكان، بأمرهما وهي التي تتكفل بجمع المعلومات عن الأشخاص الذين يحملون نسبة خطر ولو بسيطة للإصابة أو نقل المرض خاصة اولئك القادمين من بلدان انتشر فيها الفيروس, حسب التوضيحات التي قدمها المدير. ومن جهته, عزز المطار الدولي لوهران "أحمد بن بلة" التدابير الوقائية لتفادي انتقال الفيروس الجديد, و قد جهز بكاميرات حرارية ومقاييس للحرارة بالليزر مع تجنيد فرق طبية تسهر على مراقبة المسافرين بعين المكان. و أشار مدير المطار, نجيب الله بوشنان, أن المطار يستقبل رحلات من أكثر من 30 وجهة دولية، من مدن فرنسية وإسبانية بصفة رئيسية, مبرزا أن ظهور الفيروس بفرنسا "أثار حالة استنفار ودفع الى تعزيز تدابير المراقبة" بالنظر الى عدد المسافرين من و الى هذا البلد. وقد كشفت الكاميرات الحرارية عن عدة حالات مشبوهة بين الكشف الطبي لاحقا أنها حالات إنفلونزا حادة أو التهابات رؤية, حسب مسؤول الاتصال بالمديرية المحلية للصحة و السكان يوسف بوخاري. المؤسسات الصحية في حالة تأهب لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس كورونا بولاية وهران، غير أن التدابير المراقبة سمحت بتحديد مسار الحالات المشتبه بها بمختلف مراحلها بدءا بنقل المريض، إلى التشخيص والتحاليل والحجر الصحي بالمستشفى وغيرها, كما أفاد به الدكتور بوخاري. و أضاف نفس المصدر أن "جميع المؤسسات الصحية استفادت من حصص من الكمامات الواقية والقفازات و المآزر العازلة" مؤكدا أن مديرية الصحة تحوز على مخزون من 112.000 كمامة عادية، و30.000 كمامة خاصة بالكورونا و الايبولا، اضافة إلى 30.000 من النظارات الواقية و أخرى من المآزر العازلة. و وضعت مديرية الصحة خدمة للمواطنين, رقما أخضر وهو 115 اضافة إلى الى الخط الهاتفي رقم 041.38.29.90 لاستقبال المكالمات الخاصة بالكورونا والغرض من ذلك هو تقديم المعلومات والتوجيهات الخاصة بهذا المرض. من جهتها قالت رئيسة الأمراض المعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران, البروفيسور نجاة موفق, أن المصلحة تتوفر على فريق طبي "مؤهل، تم تكوينه لمواجهة هذا النوع من العدوى"، كما طمأنت بخصوص تجنيد كل الموارد والتدابير للتعامل مع الوضع.