أعلنت السلطات الصحية لولاية الوادي مطلع الأسبوع الجاري حالة استنفار قصوى على خلفية تسجيل عدة حالات إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير H1N1 في ولايتي بسكرة وتبسة المجاورتين .شكل مسؤول الجهاز التنفيذي المحلي خلية أزمة مكونة من عدة قطاعات لمتابعة الملف، فيما سارعت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إطلاق صفارة الإنذار ومباشرة حملات تحسيس واسعة النطاق في أوساط المواطنين لا سيما القاطنين بالمناطق النائية التي تنتشر بها الأوبئة وتقل فيها إجراءات الوقاية. ذكر مدير الصحة بالوادي السيد محمد شقوري في مقابلة صحفية مع "الأمة العربية"، أن ولاية الوادي لم تسجل أية إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير لحد الآن، لكنه شدد على أن الحيطة والحذر مطلوبان لتجنب الإصابة بهذا الوباء لأن ولاية الوادي ليست في منأى عن الإصابة به، وأكد على أن مصالحه تسير وفق المخطط الوزاري الوطني الذي سطرته وزارة الصحة منذ ظهور هذا المرض في العالم. ومن ضمن الإجراءات الوقائية قامت مصالحه على مستوى الولاية بتشكيل لجنة مكونة من عديد الهيآت المشتركة من قطاع التربية إلى الصحة والجامعة حسب حديث المدير، كما تم أيضا تشكيل خلية أزمة لمتابعة جميع الحالات المشتبه في إصابتها بهذا الفيروس مكونة من عدة أطباء خواص وعامين. وأضاف أيضا بأنه تم تخصيص 03 مستشفيات مرجعية في كل مستشفى هناك مصلحة خاصة بعزل المشتبه في إصابتهم متوفرة على جميع الإمكانيات والوسائل. من جهة أخرى ذكر مدير الصحة بأن كميات كبيرة من دواء "تامفلو" ضد هذا المرض وصلت للولاية مؤخرا بالإضافة إلى عدد كبير من الكمامات والقفازات، وتحسبا لأي طارئ كما ذكر المدير فإن مصالحه قامت بإنشاء مصالح أسماها مصالح الفرز، حيث خصصت مديرية الصحة داخل عدد من العيادات المتعددة الخدمات على مستوى البلديات أقسام لفرز المصابين تحت إشراف أطباء أخصائيين وأين يتم توجيههم. وفي ذات السياق تحدث المدير عن المعبر الحدودي الطالب العربي الواقع على الحدود التونسية الذي يبعد ب80 كلم عن مقر الولاية والذي يعرف حركية كبيرة طيلة العام، بأنه يحظى بأهمية عظمى وبإجراءات وقائية كبيرة، حيث منذ الصائفة الماضية تم تركيب كاميرا حرارية على مستواه وهي تعمل بصفة عادية، بالإضافة إلى أنه مدعم بطاقم طبي بشري يتكون من 10 أطباء و15 ممرضا يعملون 24 ساعة على 24 حسب المدير. في السياق ذاته ذكر مدير الصحة بأن مصالحه قامت أيضا بتركيب كاميرا حرارية على مستوى مطار ڤمار الدولي وتخصيص جناح للعزل في حال تسجيل أي اشتباه ويضيف بأنه ينتظرنا عمل كبير هذه الأيام عند استقبال المسافرين. وفي الأخير نصح مدير الصحة جميع المواطنين بضرورة التقرب والكشف لدى الطبيب بمجرد ظهور الأنفلونزا العادية خاصة من قبل الحوامل. من جهتها دخلت كذلك كل من مديرية التربية والجامعة في الإجراءات الوقائية باعتبارها أكثر الأماكن انتشارا لهذا الفيروس، حيث شدد مدير التربية على مدراء المؤسسات التعليمية بضرورة إتباع الإجراءات الوقائية والنظافة خاصة اقتناء الصابون وتعويد التلاميذ على التنظيف بهذا الصابون، إضافة إلى ضرورة التبليغ فور تسجيل أي غياب في صفوف التلاميذ والطلبة لمعرفة السبب الرئيسي لهذا الغرض. كما شدد على ضرورة توفير المدافئ في هذه المؤسسات لحماية التلاميذ من البرد موجها نداءه إلى جميع رؤساء البلديات بإجبارية توفير مادة المازوت، أما مديرية الخدمات الجامعية فقد عقدت هي الأخرى اجتماعا بين الأطباء ومدراء الإقامات الجامعية حول اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للتصدي لهذا الوباء، كما وفرت المديرية وسائل وإمكانيات للأطباء من مآزر إلى قفازات وكمامات إضافة إلى توفير أماكن لعزل المشتبه فيهم، وعليه فقد أصدر مدراء هذه الإقامات تعليمات لجميع العمال وإلزامهم المراقبة اليومية لوسائل الإطعام ومنع دخولهم المطعم خارج أوقات العمل وتكثيف عملية التنظيف بشكل دوري عدة مرات في اليوم، كما خلص الاجتماع أيضا إلى ضرورة توفير الصابون السائل عند مدخل ومخرج المطعم في دورات المياه والحمامات وكذا التنسيق بين أطباء الإقامات الجامعية بتنظيم ندوات يقدمها هؤلاء الأطباء للطلبة تدخل في جانب الوقاية.