أضحى منظر عمال المخابز وعدة محلات تجارية أخرى و كذا سائقي سيارات الأجرة و هم يرتدون القفازات بمدينة سكيكدة أمرا يبعث على الاطمئنان داخل النفوس نظرا لمساهمته في تعزيز التدابير الوقائية ضد تفشي فيروس كورونا. و يترجم هذا التصرف الذي أصبح يلاحظ عند دخول المحلات التجارية بمدينة سكيكدة, الحرص و الوعي الكبيرين اللذين يتحلى بهما أصحاب المحلات, خاصة المخابز, بشأن التدابير الوقائية لمواجهة انتشار عدوى فيروس كورونا الذي أعلنته المنظمة العالمية للصحة جائحة لاسيما و أن مادة الخبز تعد من المواد التي يكثر عليها الطلب من المواطن الجزائري. و في تصريح لوأج, أوضح محمد سفيان 35 سنة وهو بائع بأحد محلات بيع الخبز بحي 700 مسكن بمدينة سكيكدة أن منذ إعلان وزارة الصحة يوم الخميس الماضي عن حالة مؤكدة مصابة بفيروس كوفيد-19 لامرأة عادت من فرنسا و تواجد حاليا بمستشفى سكيكدة, قرر على مستوى المحل "اتخاذ كل التدابير الوقائية اللازمة أولها ارتداء القفازات و تكليف عامل واحد فقط بتلقي النقود و إرجاع المتبقي منها للزبائن لتفادي انتقال الفيروس في حالة وجوده". من جهته, أفاد ربيع نعمان, 55 سنة, و هو صاحب مخبزة بمدينة سكيكدة بأنه قام خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم بغلق المخبزة لمدة يومين كاملين حيث قام رفقة عمال المخبزة بتعقيمها كليا و تنظيفها و إعادة فتحها من جديد يوم الأحد بحلتها الجديدة و بتدابير وقائية. و قال أنه وضع لافتة عند مدخل المخبرة تنصح بعدم لمس الخبز بالأيدي و كذا عدم التصافح أو التقبيل داخل المخبزة مضيفا "قمت باقتناء قفازات لكل العمال فضلا عن وضع سوائل مطهرة في متناول الزبائن عند دخول المحل". و قد استحسن عديد المواطنين الذين تحدثت إليهم وأج هذه التدابير الوقائية و التي اعتبروها "بادرة خير مبشرة بوعي التجار بخطر الفيروس فضلا عن بداية التعامل مع الوضع بجدية لاسيما و أن جائحة كورونا أضحت بالفعل مثيرة للخوف". ولم يقتصر استعمال القفازات بسكيكدة على عمال المخابز فقط فسائقو سيارات الأجرة ساروا على نفس النحو فعند الوقوف على حافة الرصيف بشارع ديدوش مراد وسط مدينة سكيكدة يلاحظ أن سائقي سيارات الأجرة يرتدون هم أيضا القفازات. و قد اقتربت وأج من البعض منهم حيث اعترف نبيل منصفي 39 سنة بأن "ارتداء القفاز أصبح ضروريا لأن سائق الأجرة يتعامل مع مواطنين قادمين من مختلف أنحاء الولاية و حتى من خارجها" مضيفا "ارتأيت على غرار عدد كبير من السائقين أن أرتدي القفازات لتفادي تلامس الأيدي مع الزبائن أثناء استلام الأجرة". وخلال جولة بمدخل حي مرج الديب بوسط سكيكدة حيث يوجد عدد كبير من المحلات و التي عادة ما تشهد ازدحاما كبيرا من قبل المواطنين لاحظت وأج نقصا واضحا للمواطنين. وعند دخول أحد محلات بيع مواد التنظيف لوحظ نقص في عديد المواد فسره سفيان مرواني, و هو صاحب محل لبيع هذه المواد, كان يرتدي قفازا و كمامة بأنه "استقبل يوم الأحد لوحده زبائنا يعادل عددهم ما كان يستقبله عادة خلال 4 أو 5 و أنهم أقبلوا بشكل كبير على اقتناء ماء الجافيل و عدد كبير محاليل التنظيف و التعقيم". و أضاف "لقد حاولت بطريقتي الخاصة المساعدة من خلال إلصاق بمدخل محلي لافتة تضمنت أهم التدابير الضرورية للتعامل مع هذا الداء من غسل الأيدي و ارتداء الكمامات و تفادي التقبيل و التصافح و الاكتفاء بالابتسامة". و في مبادرة تستحق الاقتداء بها قام عدد من شباب المدينة بارتداء الكمامات و القفازات بحملة تنظيف و تعقيم مست مختلف مواقف الحافلات بمدينة سكيكدة حيث اقدموا على مسح و تعقيم الكراسي المختلفة الموضوعة على الأرصفة. و قال بعضهم أنهم "واعون بالخطر الذي يحدق بالمدينة " معتبرين أن "الجميع معنيون لمجابهة هذه الأزمة".