إرتفاع أسعار الكمامات والمطهرات بالصيدليات استنفدت الصيدلية المركزية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية د. بن زرجب، مخزون الكمامات الطبية بسبب تزايد الطلب عليها مما خلق أزمة وسط أطقم التمريض والأطباء الذين أصبحوا لا يستغنون عن استعمال الكمامات للوقاية من الفيروسات المتنقلة، في مقدمتها فيروس "أش1 أن1" الذي فتك بعدة حالات على مستوى المستشفى. ما أثار حالة هلع داخل المصالح الطبية والاستعجالية وتوسع بذلك استعمال الكمامات تفاديا لانتقال العدوى، وعدم توفر الكميات الكافية في الوقت الحالي دفع الكثير من الأطباء والممرضين للبحث عنها بين الأقسام و المصالح أو بالصيدليات الخاصة والمطالبة بتغطية العجز المسجل ودعم الصيدلية المركزية بالكميات الكافية. ويلاحظ كل من يتجه إلى المؤسسات الاستشفائية ومؤسسات الصحة الجوارية في هذه الفترة تعميم وضع الكمامات من قبل الفرق الطبية على غير العادة تبعا للإجراءات الوقائية المتخذة خاصة بعد تسجيل عدة إصابات بفيروس "أش1 أن 1" بالمستشفى الجامعي زيادة على الاحتياط من فيروس كورونا -حسبما ذكره بعض الأطباء، كما جاءت زيادة الطلب على الكمامات الطبية من قبل عامة الناس مباشرة عقب الإعلان عن تأكيد أول حالة "كورونا" بالجزائر، حيث تزايد الإقبال على الصيدليات التي استنفذت بدورها المخزون في وقت قياسي ولم تتمكن أغلبها من تغطية حجم الطلبات اليومية بسبب نقص الممونين إضافة إلى انتهاز بعضهم الوضع ورفع أسعارها ما جعل بعض الصيادلة يرفضون اقتناءها بالأسعار المفروضة والتي تسببت في خلق أزمة أمام غياب الرقابة. واشتكى الممرضون بمعظم المصالح الطبية خاصة الاستعجالية منها، من النقص الفادح في الكمامات الطبية رغم الحاجة الملحة إليها ونفس الشيء بالنسبة للقفازات التي تعتبر من أولويات العمل الطبي الاستعجالي لاسيما و أن أطقم التمريض والأطباء الأكثر تعرضا للحالات الحرجة الوافدة قبل الكشف والتأكد من الإصابة بأي فيروس ما يستدعي الوقوف على عوامل الحيطة والحذر مطالبين بدعم المصالح بالكمامات الطبية والقفازات كعامل حماية في الوقت الراهن. ندرة بالصيدليات وخلال جولة قامت بها جريدة "الجمهورية" أمس ببعض الصيدليات ونقاط بيع العتاد الطبي بمدينة وهران لاحظنا النقص المسجل في الكمامات الطبية مع ارتفاع أسعارها ويتعلق الأمر بكمامات جديدة ذات نوعية مغايرة للنوعية القديمة والتي تباع ب100 دج بعد أن كانت لا تتجاوز 50 دج، والأسوأ من كل هذا هو أن الكمامات أصبحت تباع لزبائن الصيدلية دون سواهم، في الوقت الذي تفشل مهمة البحث عنهم من قبل باقي المواطنين الذين أثاروا هذا الإشكال وطالبوا بتوفير الكمامات الطبية كأداة للحماية والوقاية من الفيروسات القاتلة خاصة في أماكن الاكتظاظ. و خلال جولتنا بالصيدليات أخبرنا أحد الزبائن بارتفاع أسعار مطهر الأيدي الذي يعرف هو الآخر تزايدا في الطلب ما أدى إلى استغلال الوضع من قبل أصحاب بعض الصيدليات الذين تحججوا بدورهم برفع سعره من قبل الموزعين وبدخول أنواع جديدة حيث قفز السعر قبل أسبوع فقط من 120 دج و180 دج إلى 250 و350 دج حسب النوعية، والتمسنا غضبا كبيرا وسط المواطنين من الوضع الذي وجد فيه الممونون والموزعون للمنتوجات ضالتهم مستغلين ارتفاع الطلب لرفع هامش الربح وتجاهل خطورة الأمر وحالة الخوف والهلع التي أربكت المستهلك.