رغم التخوف الذي يجتاح العالم اليوم، بسبب فيروس "كورونا" والتحذيرات التي وجهتها مختلف مؤسسات الدولة من أجل أخذ كافة سبل الحيطة والحذر للوقاية منه إلا أن ثقافة الوعي تبقى شبه منعدمة لدى الكثير من المواطنين، وهو ما وقفت عليه جريدة "الجمهورية" في زيارة استطلاعية بالعديد من الأماكن التي لا زالت تعرف توافدا كبيرا للمواطنين، مثلما هو الشأن بالنسبة للمراكز التجارية التي تعرف حركة كبيرة دون مبالاة من قبل الزبائن للوضع الراهن. حيث أقبلوا بقوة من أجل اقتناء المواد الغذائية والأواني لاسيما ونحن على مقربة من شهر رمضان، حسب ما أكدته إحدى السيدات التي أوضحت بأنها دأبت كل سنة على اقتناء الأواني خلال هذه الفترة التي عرفت تخفيضات في الأسعار، كما صرحت سيدة أخرى بأنها أرادت اقتناء المواد الغذائية الخاصة بأسبوع كامل، حتى تتفادى التردد على المحلات التجارية، وهو نفس الأمر الذي وقفنا عليه بساحة "أول نوفمبر" حيث وجدنا العديد من الأشخاص وخاصة الشباب جالسين فيها يتبادلون التحية وأطراف الحديث وحتى بوكالة الخطوط الجوية الجزائرية التي كانت ممتلئة بالمواطنين والمغتربين الجالسين بمحاذاة بعضهم البعض يسعون إل إلغاء رحلاتهم والحصول على تعويض لثمن التذاكر وآخرون يودون تقديم المواعيد للسفر غلى فرنسا . وحتى المؤسسات المصرفية تجلى فيها غياب الوعي لدى الكثير من زبائنها مثلما هو الشأن بالنسبة لبنك "القرض الشعبي الجزائري" حسب ما صرح به مدير وكالة "صومام" الذي أشار إلى أنهم اتخذوا كافة التدابير الاحترازية من أجل الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا بتوفير الكمامات والمعقمات للموظفين وللزبائن، ناهيك عن تكثيف عمليات التنظيف بماء الجافيل والتوعية الدائمة للمواطنين بضرورة القيام بسحب أموالهم عن طريق البطاقات أو ترك فراغ بين بعضهم البعض وتفادي الوقوف في الطوابير متراصين، ولكن مع كل هذا يتجاهل الكثير منهم ذلك، مضيفا أن المشكل سيزداد حدة مع نهاية الأسبوع الجاري لأنه يتزامن مع الفترة المخصصة لإيداع الرواتب الشهرية وتسديد مستحقات سكنات "عدل" ما بات يستدعي من وكالة "عدل" إيجاد طرق أو صيغة تمكن من التخفيف من الضغط تفاديا لمثل هذه التجمعات ومن خلاله الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا وضرورة تحلي الزبائن بروح المسؤولية لتنجب التعرض إلى أي خطر . يأتي هذا دون أن ننسى الإشارة إلى الأسواق اليومية، من بينها سوق الأوراس " لاباستي" سابقا الذي زرناه والذي يعرف حركة عادية كسائر الأيام الأخرى، دون أي مبالاة من المواطنين ولا حتى التجار، حيث اكد بعضهم بأنهم لا يكترثون لهذا الفيروس وليسوا ملزمين باتخاذ التدابير الاحتياطية على غرار الكمامات أو القفازات، وهو ما لاحظناه أيضا ببعض المخابز التي لا يستعمل فيها الباعة، القفازات رغم استياء المواطنين من هذا التصرف. أما بالنسبة لمجال النقل فلا زالت حافلات النقل الحضري وعربات "الترام" تعرف ضغطا من قبل المواطنين لقلة الوعي لدى البعض منهم، المهم بالنسبة لهم هو الظفر بمقعد أو مكان بها للتنقل دون أن يضطروا انتظار أخرى تكون فارغة مع علمهم بأهمية الامتثال للتدابير الاحترازية التي من شانها أن تقيهم من الإصابة بالعدوى.