أشاد مكتب تنسيق شؤون الأرض المحتلة الصحراوي بجزر الكناري (اسبانيا) بصمود الأسيرة المدنية الصحراوية المفرج عنها مؤخرا، محفوظة بمبا لفقير ، مؤكدا أنها "أثبتت للاحتلال المغربي عزيمة الصحراويين على مواصلة المقاومة حتى الاستقلال، رغم المحاولات القمعية وأساليب التعذيب المتنوعة التي تعرضت لها أثناء فترة اعتقالها". وقال المكتب في رسالة تهنئة بمناسبة الإفراج عن الأسيرة محفوظة بمبا لفقير، نقلتها أمس وكالة الانباء الصحراوية (واص) ،"يسعد الشعب الصحراوي بمناسبة استعادتك لجزء بسيط من حريتك أن يرفع إليك أحر التهاني و أبلغها لك أيتها البطلة المقدامة ، وأنت تغادرين في أول خطوة مكان أسرك السيئ الذكر ، متحدية الاحتلال المغربي في صاديته و حساباته الضيقة الخاسرة التي تنطلق من ممارسات ممنهجة انتقامية في حق المدنيين الصحراويين المطالبين بحقوقهم العادلة و المشروعة والتي تكفلها كل المواثيق و العهود الدولية ". وجاء في الرسالة : "رغم أن الخروج من الأسر لا يعني أبدا بالنسبة للشعب الصحراوي حصولا بالكامل على الحرية المنشودة منذ أكثر من 40 عقود ، فإننا نستقبلك في ظروف صعبة من زمن فيروس كورونا المنتشر في أرجاء العالم " . وأضافت الرسالة :" فمن رحم المعاناة و جبروت الجلادين ، ومن بئر الظلمات و الإرهاب النفسي و الجسدي في سجون الاحتلال المغربي ،أنت اليوم تكتبين تاريخا بطوليا مشرقا لكل أمهات العالم ، يستمد قوته مكانته، ماضيه ، حاضره، و مستقبله من مبادئ ثورة 20 مايو الخالدة، رافعة علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية خفاقا، مرددة أنشودة الانتصار لشعب يقدر تضحيات بطلاته و أبطاله من المقاتلين و الأسرى في سجون الاحتلال"، تجسيدا لعهد قطعته على نفسك في مواصلة النضال و الصمود بشرف و فضيلة ، حتى تحقيق النصر الأبدي الذي يجب أن يأتي، و حتما سيتحقق". وكانت محفوظة بمبا لفقير اعتقلت بتاريخ 15 نوفمبر 2019 من داخل قاعة الجلسات بالمحكمة الابتدائية في مدينة العيون الصحراوية المحتلة ،خلال مؤازرتها للأسير المدني الصحراوي منصور عثمان بوزيد الموساوي. وأصدر القضاء المغربي بحقها حكما بتاريخ 12 ديسمبر الماضي لستة اشهر سجن نافذة انتقاما من مواقفها السياسية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وأكدت المناضلة الصحراوية ، أنها ستواصل نضالها السلمي ضد الاحتلال، مشيدة بالهبة الجماهيرية التضامنية معها ، والتي أظهرت وحدة الشعب الصحراوي في مواجهة تصعيد الاحتلال المغربي. جاء ذلك في مداخلة للفقير خلال مشاركتها في برنامج "منبر رمضان"- الذي تشرف على تنظيمه رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية-، والذي اختير لحلقته السابعة عنوان ''المرأة الصحراوية 47 سنة من لكفاح'' . وقدمت عدة جهات رسمية وحقوقية صحراوية التهنئة للمناضلة لفقير، اثر خروجها من سجن المغرب، إلا أنها أبدت كلها "امتعاضا واستياء شديدين ازاء استمرار الاحتلال في الإبقاء على العديد من المعتقلين السياسيين وراء قضبان معتقلاته". وأدانت هذه الجهات في هذا الإطار ، من بينها جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية وعدة لجان حقوقية صحراوية، ما تعرضت له الأسيرة من اعتقال ظالم ومحاكمة صورية وحكم جائر وممارسات التعذيب الجسدي والنفسي، وانتهاكات لأبسط حقوق الإنسان.