أكد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, السفير المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي, السيد أبي بشراي البشير, يوم الأربعاء,أن مساعي بعض الأطراف داخل الأممالمتحدة في مواصلة العمل على تأخير تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة والخضوع لشروط الإحتلال المغربي في هذا الصدد, كطريقة للضغط على الطرف الصحراوي أو اختبار صبره, هي "لعبة بالغة الخطورة" على السلام في الصحراء الغربية والمنطقة بأكلمها. وفي مداخلة له خلال الندوة السياسية عبر تقنية التواصل عن بعد حول مستقبل خطة التسوية في الصحراء الغربية بعد عام من إستقالة هورست كولر, أوضح الدبلوماسي الصحراوي أن ''جهود وقف النار على حافة الإنهيار منذ أغسطس 2016, كانت نتيجة تصورات خاطئة مشابهة, وأن الشعب الصحراوي قد أثبت عبر التاريخ أنه لن يفرط أو يتنازل تحت أي مبرر كان أو وضع عن حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والإستقلال''. من جهة أخرى حذر المسؤول الصحراوي, الأوساط التي تراهن على إطالة أمد العرقلة بأن ''الأجيال الشابة هي أكثر الشرائح إحساسا بالإحباط وإستعداد لمعاودة حمل السلاح لفرض خيارات الشعب الصحراوي", موضحا في ذات السياق إلى أن "إلتزام الصحراويين وتمسكهم بخيار الإستقلال الوطني هي مسؤولية وموقف كل الأجيال" . كما أستعرض رسالة الرئيس الصحراوي, إبراهيم غالي إلى الأمين العام الأممي, أنطونيو غوتيريش, والتي أكد من خلالها قرار المؤتمر ال15 القاضي بمراجعة إنخراط الجبهة بمسار التسوية في شكله الحالي وعرض الخطوات الخمس الضرورية التي ينبغي على الأممالمتحدة إتخاذها دون تأخير من أجل إستعادة بعض من ثقة الشعب الصحراوي المفقودة. أما فيما يخص حالة الجمود الحالية, شدد السيد أبي بشراي البشير, على أن تأخر الأمين العام للأمم المتحدة ل13 شهرا دون تعيين مبعوثه الشخصي الجديد هو "أكثر التجليات وضوحا لإنعدام الإرادة السياسية الكافية لدى مجلس الأمن الدولي لفرض تطبيق قراراته على الطرف المعرقل المملكة المغربية", مشيرا أن مسألة التعيين ليس هدفا في حد ذاته, إلا أنه مهم لإعادة دفع عملية التسوية التي تؤدي إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي على النحو المتفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع وكما تنص عليه قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. و انطلقت اليوم, عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد بسبب أثار جائحة كورونا, أشغال الندوة السياسية حول مستقبل خطة التسوية في قضية الصحراء الغربية. و يشارك فيها إلى جانب عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, السفير المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي, السيد أبي بشراي البشير, كل من بيير غالان رئيس التنسيقية الأوروبي والدكتور, سعيد عياشي رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي ومحامي جبهة البوليساريو أمام المحاكم الأوروبية الأستاذ, جيل دوفير, والممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية فرانشيسكو باستاغلي و رئيس مجموعة السلام للشعب الصحراوي بالبرلمان الأوروبي, يواكيم شوستر. وفي ذات السياق, سيقدم الأستاذين الجامعيين من إسبانيا ونيجيريا, كارلوس ميغيل رويث وناثير فاگي, محاضرات أكاديمية حول طبيعية النزاع في الصحراء الغربية وعن العوامل التي ساهمت وتسببت في تعطيل عملية السلام مجددا وبشكل مفاجئ, سيما بعد دورتين من المباحثات المباشرة في جنيف في إطار الديناميكية والزخم الذين أطلقهم المبعوث الأممي الرئيس هورست كولر قبل استقالته في 22 مايو 2019. كما ومن المنتظر في أعقاب هذه الندوة السياسية التي تدخل ضمن أجندة العمل المشتركة بين قسم أوروبا للعلاقات الخارجية للجبهة وفريق عمل التنسيقية الأوروبية لتنفيذ مقررات ومخرجات ندوة إيكوكو, أن يصادق المشاركون على بيان ختامي يعبر عن الموقف السياسي لحركة التضامن الدولية والفعاليات المتضامنة مع الشعب الصحراوي في أوروبا وعبر العالم فيما كفاح الشعب الصحراوي من أجل الإستقلال والحرية. هذا وجدير بالذكر أن الندوة يحضرها أيضا إلى جانب رؤساء البعثات الصحراوية بأوروبا, مختلف حركات التضامن وهو ما يعكس الرفض القاطع لتماطل المجتمع الدولي المسجل حاليا وغياب إرادة حقيقية من قبل مجلس الأمن ومحاباة المغرب الطرف المسؤول بشكل مباشر عن عرقلة مسار التسوية.