أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، أن المظاهرات السلمية التي ينفذها أبناء الشعب الصحراوي بمنطقة "الكركرات" من أجل غلق الثغرة غير القانونية بها ، هي أيضا بمثابة رد فعل قوي على ما تقوم به دولة الاحتلال المغربي من أعمال ترهيبية وقمعية ضد المدنيين الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة واستنزافها المستمر لخيرات الإقليم بالإضافة إلى تماديها في مسرحية فتح "الأكشاك الدبلوماسية" المفلسة مسبقا . وأوردت وكالة الانباء الصحراوية (واص) ذلك نقلا تصريحات أدلى بها الديبلوماسي الصحراوية أمس الجمعة لوسائل الإعلام عقب تبني مجلس الأمن لقراره الجديد بشأن تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). وأكد سيدي محمد عمار أن الطابع السلمي والعفوي للاحتجاج الذي يقوم به المدنيون الصحراويون بمنطقة الكركرات ، كشف زيف ادعاءات دولة الاحتلال المغربي التي ما زالت تواصل حملتها المسعورة في محاولة لتضليل الرأي العام الدولي حول حقيقة ما يجري على الأرض في تلك المنطقة. وأوضح أنه "بعد أكثر من أسبوع من الاحتجاج الشعبي أمام الثغرة غير القانونية بمنطقة الكركرات في الجنوب الغربي من الصحراء الغربية تبين للعالم أجمع أن ما يجري هناك هو فعل احتجاج سلمي وعفوي يقوم به مدنيون صحراويون من مختلف الأعمار وبمطالب مشروعة على غرار الاحتجاجات السلمية الأخرى التي جرت مؤخرا على طول التراب الوطني المحرر". وذكر الدبلوماسي الصحراوي في تصريحاته ، بما جاء في بيان جبهة البوليساريو الصادر أمس من حيث "إن المظاهرات الشعبية السلمية والعفوية المستمرة في جميع أنحاء الإقليم، بما في ذلك الاحتجاج السلمي الذي يجري حاليا أمام الثغرة غير القانونية في منطقة الكركرات، هي دليل واضح على أن صبر الشعب الصحراوي بدأ ينفد أمام تقاعس مجلس الأمن عن ضمان تنفيذ بعثة المينورسو بالكامل للمهمة التي أنشئت من أجلها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود". كما أن المظاهرات السلمية، يضيف ممثل الجبهة لدى الأممالمتحدة ، "تأتي أيضا كرد فعل قوي على ما تقوم به دولة الاحتلال المغربي من أعمال ترهيبية وقمعية ضد المدنيين الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة واستنزافها المستمر لخيرات الإقليم بالإضافة إلى تماديها في مسرحية فتح "الأكشاك الدبلوماسية" المفلسة مسبقا بالتواطؤ مع بعض الحكومات ... في وقت تستمر فيه الأممالمتحدة في التزام الصمت المطبق حيال كل ذلك". و ذكر سيدي محمد عمار بموقف جبهة البوليساريو المعبر عنه مؤخرا في الرسالة التي بعث بها الرئيس الصحراوي ، الأمين العام للجبهة ، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ، من حيث إن جبهة البوليساريو "تواصل بذل قصارى جهدها لتهدئة الأمور على الرغم من مشاعر الغضب والاستياء المتزايد والمشروع لدى الشعب الصحراوي حيال عدم تنفيذ بعثة المينورسو لولايتها بعد 29 عاما من انتشارها في الإقليم". ومع ذلك، يؤكد ممثل الجبهة بالأممالمتحدة، "فإنه لا ينبغي لأحد مهما كان أن يتوقع من جبهة البوليساريو أن تقوم بمنع المواطنين الصحراويين من ممارسة حقوقهم المشروعة في التظاهر السلمي والتعبير عن رفضهم للاحتلال المغربي سواء كان ذلك في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية أو في أي مكان آخر من الإقليم". للاشارة كان ستيفان دوجاريك ، الناطق الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة، أكد أول أمس الخميس، أن فتح "قنصليات" بالأراضي الصحراوية المحتلة لن يغير موقف المنظمة الدولية من القضية الصحراوية. وقال دوجاريك أن موقف الأممالمتحدة فيما يتعلق بالصحراء الغربية تم تحديده بانتظام من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في تقاريره السابقة، في إشارة إلى أن الإقليم مدرج كما جاء في التقرير الأخير ضمن الأقاليم غير المحكومة ذاتيا في انتظار تطبيق قرار الجمعية العامة 1514 المعروف بإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. من ناحيته اعتبر ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا والاتحاد الاوروبي، أبي بشراي البشير، في وقت سابق أن مواصلة المغرب في الزج بعدد من الدول لفتح "قنصليات" في المدن الصحراوية المحتلة يشكل "خرقا مركبا" لجميع القوانين وهي خطوة تعبر عن "الفشل الذريع" الذي مني به المغرب في إحراز أي مكسب على المستوى المتعدد الأطراف.