أكد عميد كلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة الجزائر3, الدكتور سليمان أعراج, ان التعنت المغربي في الصحراء الغربية يهدد امن و استقرار المنطقة, داعيا الاممالمتحدة الى تحمل مسؤولياتها, والزام المملكة المغربية بالامتثال للشرعية الدولية. واوضح الدكتور أعراج في حوار مع مجلة الجيش, أن"السلوك التحريضي و التعنت المغربي مع سبق الاصرار و الترصد في الصحراء الغربية" هو ما حتم على جبهة البوليساريو العودة الى الكفاح المسلح بعد استنفاذ كل الحلول السياسية, التي تضمن حقه في استفتاء عادل لتقرير مصيره. وأضاف,أن " التلاعب المغربي و سياسة الهروب الى الأمام, التي يتبناها من خلال التحايل على القانون الدولي, و النهب الممنهج لموارد و خيرات الشعب الصحراوي " لم تترك خيارا اخر امامه الا خيار العودة الى الحرب. كما اشار في ذات السياق الى أن " فشل الاممالمتحدة في توسيع صلاحيات بعثة المينورسو, لتشمل حقوق الانسان من اجل ضمان حماية حقيقية للشعب الصحراوي من الانتهاكات التي يمارسها المغرب بشكل يومي", كلها عوامل ادت الى الحرب التحريرية الثانية. وأبرز الخبير في الشؤون السياسية في ذات السياق, " ان المغرب يحاول الاستفادة من ظروف تشهدها الساحة الاقليمية و الدولية, انطلاقا من التغيير الذي تعرفه الادارة الأمريكية, وصولا الى "توافقات ابرمها مع عدد من الدول الاقليمية في اطار التطبيع مع اسرائيل لفرض سياسة الامر الواقع على جبهة البوليساريو". اقرأ أيضا : على الأفارقة مطالبة الاتحاد الأفريقي باسترجاع الملف الصحراوي ولفت في ذات السياق الى أن المغرب يسعى الى " استفزاز الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب, و التراجع الى الخلف من اجل كسب تعاطف دولي, و الدفع الى فرض عقوبات على جبهة البوليساريو". ويرى السيد اعراج, ان "التصرفات الاستفزازية للنظام المغربي في المنطقة هي خطوة مقصودة و متعمدة "بمباركة دول اجنبية", لخدمة مصالح استعمارية في المنطقة ". ويفسر اعراج ما يحدث في الصحراء الغربية, بأنه " ترجمة لأطماع اقتصادية يقودها المغرب رفقة عدد من الدول الذي توفر له الحماية, والتمويل لاستغلال موارد الشعب الصحراوي", مؤكدا أن النظام المغربي يسعى "لتقديم المنطقة على طبق من ذهب للقوى الخارجية مقابل التمويل". ويطالب عميد كلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية, الاممالمتحدة , أن تتحمل مسؤولياتها اتجاه "العبث الذي يمارسه المغرب في الصحراء الغربية, وتفرض عليه الالتزام بقراراتها, لإنهاء التماطل, و تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير". وحسب ذات المتحدث, " الحرب تهدد المنطقة", ما يستوجب التسريع في تعيين مبعوث خاص للأمين العام للصحراء الغربية من اجل بحث سبل تطبيق قرارات الاممالمتحدة, و تنظيم استفتاء تقرير المصير, حفاظا على الامن و الاستقرار في المنطقة. و بخصوص محاولات النظام المغربي اقناع المجتمع الدولي ان الجزائر طرف في النزاع بين المغرب و الصحراء الغربية, اكد السياد سليمان اعراج, أن موقف الجزائر نابع من "اصالة مبادئها و رصانة دبلوماسيتها و حكمتها", القائمة على دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها,مضيفا, أن هذه المبادئ تتناغم مع ما يقره و يؤكده القانون الدولي.