اعتبر الخبير الأمريكي في القانون الدولي ستيفان زونس أن المعارضة الصارمة التي أبداها عدة جمهوريين وديمقراطيين للقرار الأحادي الطرف الصادر عن الرئيس المغادر للولايات المتحدة دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية هي بمثابة "اشارة ايجابية"، مشيرا لإمكانية الغاء الرئيس الأمريكي الجديد لهذا القرار. و في تصريح لوأج اليوم الأربعاء، أكد ستيفان زونس أن "معارضة الديمقراطيين (اليسار) و الجمهوريين (اليمين ) بشدة على قرار ترامب (حول قضية الصحراء الغربية) يعد بمثابة اشارة ايجابية" مضيفا أن "بعض أعضاء الكونغرس الامريكي الذين ساندوا + مخطط الحكم الذاتي+ للمغرب يعارضون القرار أحادي الطرف لترامب الذي يخالف مسار السلام الذي ترعاه منظمة الاممالمتحدة"، حسب هذا الاستاذ بجامعة سان فرانسيسكو. إقرأ أيضا: الصحراء الغربية: بولتون يطالب إدارة بايدن بضرورة التراجع عن إعلان ترامب غير القانوني من جهة اخرى، استنكر المختص في شؤون الشرق الأوسط قرار ترامب الذي "اعترف ببسط الهيمنة على دولة افريقية من قبل دولة افريقية اخرى تعترف بشرعيتها"، وهو الأمر الذي "يضر ليس فقط بسمعة الولاياتالمتحدة بل يشجع أيضا بلدانا أخرى على الاعتقاد بأنه يمكنها الاستفادة من توسع اقليمي". كما اضاف "ان عدم قبول أي بلد يقوم بتوسيع اقليمه بالقوة هو مبدأ في القانون الدولي يعود لوقت طويل لهذا فان أشخاص كثيرون ليس لديهم راي أو معلومات قليلة حول الصحراء الغربية يدركون أن الأمر يتعلق بقرار خطير جدا". و عن سؤال حول النداءات الموجهة للرئيس المنتخب جو بايدن للإغلاء قرار ترامب، اعتبر ستيفان زونس أن الرئيس الجديد "قد تكون له سلطة الغاء الاعتراف الأمريكي بالضم غير الشرعي للمغرب" . في هذا السياق، أوضح يقول ان "بايدن قد يقرر، بالنظر لمعارضة الجمهوريين والديمقراطيين لهذا الاعتراف و رفض القرار أحادي الطرف لترامب من طرف أعضاء في كتابة الدولة الأمريكية و ربما وعيا منه بخطر هذا القرار ،الغاء قرار ترامب". وأضاف الخبير أن ذلك قد يعتمد أيضًا على "الضغط الداخلي والدولي الذي يمارسه أنصار القانون الدولي وتقرير المصير على بايدن لفعل الشيء الصحيح". وبخصوص المعلومات عن نية واشنطن فتح "قنصلية" في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، أكد ستيفان زونس أن "هناك مكتبان دبلوماسيان فقط في المغرب: سفارة الولاياتالمتحدة بالرباط والقنصلية بالدار البيضاء. لذلك لا معنى لوجود قنصلية في الداخلة، خاصة أنه لا توجد مثل هذه البعثات في مراكش أو طنجة أو فاس أو في مدن أخرى أكبر بكثير في المغرب". وأضاف ذات المحلل، إنها ببساطة "وسيلة لمأسسة الاعتراف الأمريكي بضم المغرب للصحراء الغربية". إقرأ أيضا: مراقبون أفارقة: موقف ترامب من الصحراء الغربية يزعزع أمن واستقرار المنطقة وردا على سؤال حول عرقلة المغرب لمسار السلام الذي ترعاه الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، وفشلها في حل النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا، جدد ستيفن زونس التأكيد على أن "لمجلس الأمن وحده سلطة تنفيذ قراراته"، مشددًا على أن" التهديد باستخدام الفيتو الفرنسي (يعد بالنسبة للإدارة، تهديدا باستخدام الفيتو الأمريكي أيضًا)، قد منع الأممالمتحدة من القيام بواجبها". وأمام عجز الأممالمتحدة عن تنفيذ لوائحها التي تدعو بشكل خاص إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية، اعتبر الخبير الأمريكي أيضًا أن "تعبئة المجتمع المدني العالمي" يمكن أن يمارس المزيد من الضغط لإنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية منذ عام 1975. وقال مرة أخرى حول هذا الموضوع انه "كلما زاد عدد الحكومات القادرة على الدفاع عن القانون الدولي والحق في تقرير المصير، كلما كان ذلك أفضل".