أدانت عائلة الأسير المدني الصحراوي، محمد لمين عابدين هدي، اليوم الأربعاء، بشدة "الأساليب الدنيئة والمحاولات الرامية إلى الإجهاز على معركة "الامعاء الخاوية" التي يخوضها ابنها منذ 64 يوما، مطالبة الاحتلال المغربي بالكشف عن المصير المجهول للأسير. وحملت عائلة هدي، في بيان حصلت (وأج) على نسخة منه، المملكة المغربية "المسؤولية كاملة تجاه كل المخاطر التي من شأنها تهديد حق الأسير محمد لمين في الحياة"، وهو الذي دخل معركة "الأمعاء الخاوية" منذ 13 يناير الماضي. وجددت العائلة مطالبة منظمة الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل "لضمان تمتع ابننا برعاية طبية ملائمة، وإطلاق سراحه دون قيد أو شرط مع الاستجابة لكل مطالبه العادلة والمشروعة". وناشدت "الرأي العام المحلي والدولي الانخراط بكثافة" في الحملة الدولية من أجل إطلاق سراح محمد لمين عابدين هدي وكل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، مع العلم أن الأسير هدي تم اعتقاله ضمن مجموعة "أكديم ازيك"، وحكم عليه ب 25 سنة سجنا. كما أكد أفراد عائلة الأسير الصحراوي عزمهم على مواصلة كل الأشكال النضالية المشروعة والسلمية "إلى حين الكشف عن مصير ابننا، ومحاسبة كل المسؤولين المتورطين في ما وقع من ممارسات في حقه، وفي حق كل أفراد العائلة من تعذيب نفسي وترهيب". وكانت عائلة محمد لمين عابدين هدي، قد أكدت في العديد من التصريحات، بأنها لا تعرف أي شيء عن ابنها الأسير في سجون الاحتلال المغربي، "ولا مكان تواجده نتيجة رفض الإدارة العامة للسجون المغربية منحنا الحق العادل والمشروع في الزيارة العائلية، "رغم توفرها على كل المعلومات المتعلقة بنا منذ ايداعنا لشكاوى حول مخاطر الإضراب المفتوح عن الطعام على صحة ابننا". وأوضحت العائلة أن كل المحاولات التي قامت بها لمعرفة أخبار عن ابنها الأسير، بعد تنقلها من مدينة العيون الصحراوية المحتلة، إلى السجن المحلي "تيفلت 2،" بمدينة الخميسات المغربية، باءت بالفشل، مردفة "التقينا مع مسؤولين في الإدارة العامة للسجون المغربية، ومكتب الصليب الأحمر الدولي بالرباط وجمعيات حقوقية أخرى لمعرفة حقيقة الظروف التي يتواجد عليها ابننا، لكن دون جدوى". واشتكت عائلة هدي من "الأساليب الدنيئة" التي تعرضت لها "من تضييق واعتقال لكل أفراد العائلة في الشارع العام من طرف الشرطة المغربية نتيجة تواطؤ إدارة السجن وجهات أخرى نافذة" في المملكة المغربية، "قصد إبعادنا والتأثير علينا حتى يتسنى لها التلاعب بمصير ابننا الذي يواجه مخاطر حقيقية بالموت"، تضيف العائلة. يذكر أن إدارة سجن "تيفلت 2"، كانت قد منعت، في الفاتح من مارس الجاري، عائلة الأسير المدني محمد لمين عابدين هدي، من زيارته، وهو الذي يتواجد في حالة صحية ونفسية متدهورة، في زنزانة انفرادية، رغم صدور بيان عن مندوبية السجون يقضي بالسماح لجميع عائلات السجناء المغربيين والصحراويين برؤية ذويهم. وأوضح شقيق الأسير الصحراوي، محمد علي هدي، أن أفراد العائلة قطعوا مسافة تقدر بحوالي 1300 كلم من مدينة العيون المحتلة إلى تيفلت (الوسط الشمالي للمملكة المغربية)، لرؤية ابنهم الذي انقطعت أخباره عنهم، عقب آخر اتصال له بوالدته، من هاتف السجن الثابت، في 15 فبراير الماضي، إلا أن طلبهم بالسماح لهم برؤية ابنهم المضرب عن الطعام قوبل بالرفض. وكان الأسير، حينها، يعاني من فقدان القدرة على الحركة والكلام وانخفاض حاد في ضغط الدم، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وتجاهل الإدارة العامة للسجون لوضعه.