حقق المنتخب الجزائري لكرة القدم هدفه الأول في تصفيات كأس العالم-2022 باحتلاله مؤقتا صدارة ترتيب المجموعة الأولى بعد اجراء الجولتين الأوليين للمجموعة الأولى اللتين لعبتا في بداية سبتمبر الجاري حيث سجل خلالهما فوزا عريضا أمام جيبوتي (8-0) ثم تعادلا أمام بوركينا فاسو (1-1). هذا التعادل كان طعمه مرا، كون الفوز كان في متناول الخضر الذين تقدموا في النتيجة و فرضوا سيطرة مطلقة على مجريات المرحلة الأولى من اللقاء. وقد اتيحت لرفاق يوسف بلايلي عدة فرص سانحة للتسجيل، حيث كان بإمكان تحقيق نتيجة (3-0) بسهولة في الشوط الأول. لكن مع الأسف، كان الحارس البوركينابي هيرفي كوفي متألقا حيث انقذ فريقه من عدة أهداف حقيقية، ولم ينهزم سوى في مرة واحدة أمام سفيان فغولي (د 18). إقرأ أيضا: تصفيات المونديال/بوركينافاسو-الجزائر/1-1/: تعثر مفاجئ لتشكيلة "الأفناك" أمام "الخيول" بعدها لم تكن الأمور على أحسن ما يرام للتشكيلة الجزائرية التي انخفض مردودها بشكل واضح في الشوط الثاني مما كلفها ضياع الفوز الذي كان في المتناول. فخلال المرحلة الثانية،استغل البوركينابيون تخاذل "الخضر" خلال ال 45 دقيقة الأخيرة و خاصة بعد خروج الثنائي، فغولي-بن ناصر ليتسلموا مقاليد اللقاء و افتكاك تعادل مستحق بعد نحو ساعة من اللعب. و مثلما جرت العادة، كان آراء الملاحظين و المحللين متباينا بخصوص مباراة مساء يو م الثلاثاء بملعب مراكش، حيث اعتبر البعض النتيجة إيجابية نسبيا، بينما جاء راي البعض الآخر معاكسا تماما. و إذا كان بعض المحللين يرون بأن المنتخب الجزائري واجه أحد المرشحين للتأهل ضمن المجموعة الأولى، و الذي تكيف جيدا مع المناخ و ملعب مراكش، كونه كان مقيما هناك منذ عدة أيام، يرى محللون آخرون بأن "الخضر " تلاشوا في الشوط الثاني، وهو العامل الوحيد الذي حال دون تحقيق الفوز. لكن يجب الاعتراف بأن الفوز العريض امام جيبوتي في الجولة الأولى، خادع الكثير خاصة و أن كل اللاعبين خرجوا من التحضيرات العادية لما قبل الموسم، و لم يبلغوا بعد، مرحلة المنافسات، مكتفيين في أحسن الأحوال بمباراة أو اثنتين مع أنديتهم. و خلاصة القول، أن الخضر لم يبلغوا بعد وتيرتهم العادية التي تمكنهم من فرض سيطرتهم، مثلما جرت العادة. الفوز الباهر أمام جيبوتي ناتج عن ضعف المنافس مثلما تؤكده هزيمته الثانية أمام النيجر (2-4) الذي يعتبر أقل مستوى من الجزائر و بوركينا فاسو. و انطلاقا من هنا، يمكن القول بان الذين اختاروا الفوز على جيبوتي كمعيار أساسي، فد أخطأوا في تحليلهم باعتبار أن لقاء بوركينا فاسو،. كان "الاختبار الحقيقي الأول" للخضر. حسابيا، يمكن اعتبار أن المنتخب الجزائري حقق عملية مربحة بعد الجولتين الأوليين في رحلة تصفيات مونديال-2022، حيث يتصدر أشبال المدرب جمال بلماضي الترتيب بأحسن فارق للأهداف، كما أنهم نجحوا في اللقاء الأول والحاسم أمام المرشح الآخر للمجموعة. ففوز عريض و تعادل خارج الديار، يعتبران نتيجتان جيدتان في الظروف الحالية، في انتظار اجراء الجولتين الثالثة و الرابعة لتصفيات مونديال-2022 أمام النيجر المبرمجتين خلال شهر أكتوبر في فترة يكون فيها رفاق رياض محرز قد استعادوا مستواهم العالي.