أكد مشاركون في منتدى وطني حول "الشباب والديمقراطية" يوم الخميس بالجزائر العاصمة أن المشاركة في الانتخابات المحلية القادمة تعد الطريقة "الوحيدة" لإحداث التغيير "المنشود" وتعزيز الديمقراطية والتنمية في البلاد. وشدد المتدخلون خلال هذا المنتدى المنظم تحت شعار "الشباب بين الديمقراطية التشاركية والتمثيلية"، على أن البلدية هي "الهيكل الاقرب للمواطن وعلى علاقة مباشرة مع مختلف انشغالاته ومتطلباته لذلك فان الانتخابات المحلية القادمة هي الطريقة الوحيدة لإحداث التغيير المنشود "، مشيرين الى أن العزوف السياسي للشباب يعد "في صلب اهتمام مختلف القوى السياسية والاجتماعية" باعتبار هذه الفئة من المجتمع " أحد أهم محاور تعزيز الديمقراطية و تحقيق التنمية والسبيل الوحيد لتجاوز حالة التيئيس والركود والتطلع لآفاق مستقبلية تحقق طموحات الشعب". و أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، عبد الرحمان حمزاوي، أنه "لا بد من تشجيع الشباب على أن يكون صانعا للقرار من خلال اختيار ممثليه في مختلف المجالس المنتخبة وفي اطار بناء مؤسسات الدولة والمشاركة الفعلية في هذا المسعى ". وأضاف قائلا بأن "بناء الجزائر الجديدة ليس مسؤولية السلطة أو الاحزاب أو المجتمع المدني بل هي مسؤولية يجب ان يتقاسمها الجميع "، معبرا في نفس الوقت عن قناعته بأن "للشباب الجزائري، اليوم، الدور الأساسي في تحقيق التغيير نحو الأفضل". كما اعتبر بأن الديمقراطية التشاركية هي "الاسلوب الأنجع لتحقيق التكامل بين المواطن ومؤسسات الدولة" باعتبارها -كما أكد- "قيمة مجتمعية قبل أن تكون قوانين". وشارك في هذا المنتدى ممثلون عن أكثر من 50 جمعية محلية ووطنية وشباب و أساتذة وخبراء في المجال السياسي والجمعوي وكذا ممثلون عن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات حيث كانت الفرصة لمناقشة عدة محاور أهمها "الاصلاحات السياسية: قراءة في قانون الانتخابات والامتيازات المخصصة للشباب" و كذا "الدور السياسي والاجتماعي للشباب والعزوف السياسي لديه من خلال بحث الاسباب وسبل العلاج". وفي هذا الشأن، دعا الاستاذ محمد الطاهر ديلمي، قيادي في المجتمع المدني، الى "ضرورة خروج المجتمع المدني من طابع النمطية التي اتسم بها (التبعية والاقتدار) وأن يصبح نقطة ارتكاز بين الطبقة السياسية والدولة وأن يكون فضاء مفتوحا لكل الكفاءات وخاصة النخب". وأكد أن دور الشباب اليوم "لا يقتصر على المشاركة في الانتخابات (التصويت) بل تفعيل العمل السياسي والاقدام على الترشح والقيام بدور متميز في هذا المجال". وبالنسبة لذات الاستاذ، فان الاشكال المطروح في الوقت الراهن هو "قدرة الاحزاب السياسية ومؤسسات الدولة على مرافقة الشباب و التعامل مع طموحاتهم بعيدا عن ممارسات الماضي". ورافع رئيس أكاديمية الشباب الجزائري، بن بوعزيز سمير، من جهته، من أجل "وضع أسس ميثاق للديمقراطية التشاركية" تسهل، حسبه، عملية تفعيل التنمية"، مبرزا بالمناسبة "الدور الكبير" للانتخابات المحلية في هذا المسعى ودور الشباب المنخرط في مختلف فعاليات المجتمع المدني في اعداد السياسات التنموية الكبرى. أما عضو الشبكة الجزائرية للشباب، حمزة بوكحال، فقد أكد هو الاخر أن الشباب الجزائري "شريك مهم في بناء الدولة الجزائرية الجديدة وأن الانتخابات المحلية القادمة مهمة جدا لادماج هذه الفئة في جهود التنمية". يذكر أن أشغال هذا المنتدى توجت بتوصيات ثمنت أغلبها الإجراءات التي أقرها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بخصوص تعزيز دور الشباب في الحياة العامة للبلاد. كما ثمن المشاركون في اللقاء قرار التعجيل بمراجعة القانون العضوي للجمعيات واعتماد اليات جديدة لدعم مشاريع المجتمع المدني في اطار مقاربة الديمقراطية التشاركية واعداد ميثاق لها. ودعت التوصيات من جهة أخرى الى تشجيع الاحزاب على اتخاذ تدابير خاصة لتعزيز المشاركة السياسية للشباب والى الاسراع في تنصيب المجلس الأعلى للشباب اضافة الى الدعوة الى فتح المنابر الاعلامية أمام المجتمع وتعزيز حضور الشباب داخل المنظمات المهنية والنقابية. وبعد أن عبر المشاركون في المنتدى عن رفضهم لأي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، دعوا الى انخراط المجتمع المدني في صناعة الوعي الجماعي والتحسيس بأهمية تعزيز الجبهة الوطنية.