يعتبر المتحف الولائي للمجاهد لوهران صرح يروي التاريخ الثوري للجزائر وتضحيات الشعب الجزائري من أجل استرجاع السيادة الوطنية كما يشكل فضاء لنقل هذا الماضي المجيد وغرسه لدى الأجيال. ويعد هذا المرفق الذي يعنى بالذاكرة الوطنية بمثابة بطاقة تعريفية توثّق للمراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر من 1830 إلى 1962 ويبرز همجية وبشاعة المستعمر الفرنسي الذي ارتكب جرائم لا تعد ولا تحصى في حق الشعب الجزائري مثلما أبرزته لوأج بسادات سهام وهي ملحق الحفظ والإصلاح ومرشدة سياحية بذات المتحف. ويحتوي متحف المجاهد لولاية وهران المتواجد بحي جمال الدين الذي دخل حيز الخدمة في 1998 على معلم تاريخي يرمز للمجاهد والشهيد تم تدشينه في 19 نوفمبر 2019 وقاعة عرض تضم صور المجاهدين والشهداء والوثائق الخاصة بالولاية الخامسة التاريخية. اقرأ أيضا: المتحف الجهوي للمجاهد بخنشلة : جمع 241 ساعة لشهادات حية حول الثورة التحريرية وكان المتحف قد حظي بعملية ترميم وتهيئة انتهت سنة 2016 حيث تم إنجاز قاعة عرض أخرى تضم 28 عريضة تاريخية مقدمة حسب التسلسل الزمني منذ بداية فترة الاستعمار الفرنسي مرورا بالحركة الوطنية والثورة التحريرية المظفرة. ويوجد أيضا بنفس القاعة محتويات أخرى على غرار الوثائق التاريخية التي تعود للثورة التحريرية وبعض الأسلحة المستعملة من قبل المجاهدين في كفاحهم ضد المستعمر الفرنسي. كما تدعم المتحف الولائي للمجاهد بجناح لتنظيم مختلف التظاهرات الخاصة بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 ومكتبة متخصصة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة تضم قرابة 5.319 نسخة منها 1.167 كتاب يتناول تاريخ الثورة التحريرية والحقبة الاستعمارية الفرنسية. ولفتت ذات المسؤولة إلى أن المكتبة عرفت تراجعا "كبيرا" في عدد الزوار خلال السنتين المنصرمتين بسبب جائحة فيروس كورونا بعدما كانت تشهد إقبالا كبيرا لاسيما من قبل تلاميذ الطور الثانوي والطلبة الجامعيين والأساتذة والباحثين لما تكتنزه من مراجع وكتب تاريخية. ---معرض الذاكرة بتقنيات إلكترونية حديثة--- تعزز متحف المجاهد لولاية وهران بفضاء خاص لمعرض الذاكرة خاص بتاريخ الجزائر من 1830 إلى 1962 ويشمل عرض مواضيع وأحداث تاريخية وبشكل خاص المتعلقة بالولاية التاريخية الخامسة وذلك بتقنيات إلكترونية حديثة . وسيكون "معرض الذاكرة" فور دخوله حيز الخدمة والذي يعد الثاني من نوعه على المستوى الوطني بعد ذلك المتواجد بالجزائر العاصمة بمثابة "قطبا للذاكرة" تضيف ذات المتحدثة ي مردفة بأنه لم يتبق على مستوى هذا الفضاء المتربع على مساحة 3 ألاف متر مربع سوى بعض الأشغال المتعلقة بالإنارة الداخلية. ويقدم هذا المعرض مسار بيداغوجي يتناول كفاح الشعب الجزائري عبر مراحل مختلفة بطريقة عصرية وإبداع فني وتقني من خلال توظيف وسائط وتقنيات عديدة اعتمادا على نصوص ووثائق وشاشات لمس وأخرى عملاقة ولوحات فنية ومجسمات لشخصيات وطنية وشهداء وصور فوتوغرافية إلى جانب أشرطة سمعية وبصرية , مثلما تمت الإشارة إليه. كما يحتوي على 22 جناحا تعرض فيه أحداث تاريخية بتقنيات إلكترونية حديثة تبرز كفاح وتضحيات الشعب الجزائري وتسلط الضوء بالصوت والصورة على مختلف أشكال التنكيل والتعذيب التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين. ومن بين أجنحة معرض الذاكرة جناح خاص ببداية الغزو الفرنسي 1830 والمقاومات الشعبية للشيخ الحداد والمقراني والزعاطشة وغيرها وجناح خاص بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر يبرز المقاومة التي قادها ضد المستعمر وكذا مبايعته تحت شجرة الدردارة , بالإضافة إلى جناح حول الحركة الوطنية والعلامة عبد الحميد ابن باديس. كما يتضمن أيضا جناح خاص بالثورة التحريرية المجيدة يروي كيفية كتابة بيان أول نوفمبر وانعقاد مؤتمر الصومام واتفاقيات إيفيان والاستفتاء حول تقرير المصير مرورا بمختلف المظاهرات الشعبية على غرار 11 ديسمبر 1960 و17 أكتوبر 1961 وكذا مجازر 8 ماي 1945 وغيرها بالإضافة إلى أجنحة أخرى تعنى بمشاركة الطفل والمرأة في الثورة التحريرية. وقد خصص جناح يبرز مختلف أشكال ووسائل التعذيب والتنكيل الوحشي المرتكبين من قبل المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين منها مجسم المقصلة التي أعدم بها الشهيد البطل أحمد زبانة. ويختتم معرض الذاكرة بجناح خاص بالطفل وهو عبارة عن لعبة إلكترونية يختبر فيها الطفل حول تاريخ الثورة التحريرية وذلك بهدف تنمية الروح الوطنية والمحافظة على الذاكرة الجماعية لدى النشئ.