عرض الفيلم الروائي الطويل "سولا" للمخرج الجزائري صالح إسعاد، مساء يوم الخميس بسينماتيك الجزائر العاصمة، في اختتام التظاهرة السينمائية العربية "لا يعني لا". ويتناول هذا العمل، في 92 دقيقة، والذي تدور أحداثه بين باتنة وقسنطينة وعنابة، قصة أم شابة تدعى"سولا" تطرد من بيتها العائلي رفقة ابنتها الرضيعة فتجد نفسها في الشارع بدون مأوى فتعمل جاهدة على إيجاد ملجأ لها ولابنتها. يدور العمل أساسا في الليل إذ جاء في صيغة تسلسل كرونولوجي يتعلق برحلة مأساوية بالسيارة قطعتها "سولا" من باتنة إلى عنابة مرورا بقسنطينة رفقة عدة أشخاص فتتعرض للعنف الجسدي واللفظي لينتهي بها الأمر في الأخير بتخليها عن ابنتها. وشارك في بطولة هذا الفيلم، المنتج من طرف المؤسسة الخاصة "إسعاد فيلم برودكشنز"، كل من سولا بحري وإيدير بن عيبوش وفرانك إيفري، وقد كتب له السيناريو كل من المخرج والممثلة سولا بحري، حيث استلهمت قصته أساسا من حياتها الشخصية. ويلفت هذا العمل الانتباه إلى "قضايا الأطفال المولودين بطريقة غير شرعية"، وهو من إنتاج مشترك جزائري فرنسي سعودي قطري، وقد تحصل أيضا على دعم مالي من عدة تظاهرات سينمائية دولية تتعلق أساسا بمرحلة ما بعد الإنتاج. وكان العرض العالمي الأول ل "سولا"، الذي تم تصويره في 2019، بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة بالسعودية في 2021، كما شارك مؤخرا بمهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة بلبنان أين توج بجائزة أفضل فيلم روائي طويل. إقرأ أيضا: سينما: الفيلم المطول "سولا" يكرم بلبنان صالح إسعاد، مخرج أفلام من مواليد باتنة في 1989، درس السينما بفرنسا وأخرج عدة أفلام قصيرة قبل أن يؤسس في 2019 مؤسسة الإنتاج الخاصة "إسعاد فيلم برودكشنز" رفقة عدد من إخوته السينمائيين أيضا، ويعتبر "سولا" فيلمه الروائي الطويل الأول. وكان اختتام تظاهرة "لا يعني لا" قد عرف أيضا تنظيم حلقة نقاشية حول "حقوق المرأة في الجزائر" بمشاركة كل من الروائي أمين الزاوي والمحامية عويشة بختي والمخرجة السينمائية ياسمين شويخ والممثلة ليلى توشي. وكانت هذه التظاهرة، التي افتتحت فعالياتها الاثنين الماضي، قد عرفت عرض عدة أفلام من الجزائر وخارجها تعالج أساسا قضايا المرأة من خلال زوايا مختلفة كالروائي الطويل المصري "ريش" والوثائقي الطويل الفلسطيني المصري"كما أريد". وهدفت هذه المبادرة، التي انطلقت بتونس في 2018 ونظمت أيضا في دورات سابقة بفلسطين والأردن، ل "فتح النقاش حول قضايا العنف ضد المرأة"، حيث نظمت في الجزائر بدعم من وزارة الثقافة والفنون وهذا تحت شعار"لا للعنف ضد المرأة".